بقلم - حنان جبران صواريخ القسام.. "سلاح يوم القيامة" أثار ذهول تل أبيب ورعب الصهاينة. صواريخ حماس وصلت إلى 112 كيلو مترا، مما آثار حالة من الرعب في صفوف الملايين من الصهاينة - الذين اضطروا للنوم في الملاجئ. قادة الاحتلال الصهيونى لم تعد تفهم ما جرى بعد وصول الصواريخ لمناطق قريبة جدا من حيفا، معتبرةً أن ما جرى فشل استخباراتي كبير بشأن معلومات الأمن حول قدرات حماس الصاروخية. فقد ظهر "سلاح يوم القيامة" مفاجئا أكثر مما كانوا يتوقعون .حتى أن أوفير بهبوت الصحفى الصهيونى قال إن حماس ربما تكون أظهرت بعضا من قدراتها، داعيا القيادة الصهيونية لدراسة خياراتها جيدا قبل التورط أكثر في العملية العسكرية بغزة. فضربات حماس الموجعة للكيان الصهيوني أدت لتفجير الخلافات داخل الحكومة الإسرائيلية ، مما أوقع نتنياهو في ورطة سياسية وعسكرية، فمن الذي دفع نتنياهو وجعله ينهار في الهاوية بهذا الموقف المتأزم ؟ كلمة السر في الحملة على غزة ؛ الشيطان دحلان ، فمنذ سنوات ودحلان يعمل مسئولا أمنيا واستخباراتيا لحكام الإمارات ، ويقوم بمهام الاتصال مع الصهاينة لتنسيق المواقف الإقليمية والدولية ضد حركة حماس والتيارات الإسلامية، لذلك كانت بصمات الشيطان دحلان ظاهرة على كل حدث جلل يقع في المنطقة ، بداية من العدوان على غزة سنة 2008 حتى الانقلاب المصري في 2013 ، وانتهاء بحملة "الجرف الصامد "على غزة الآن . دور دحلان الإقليمي قد تطور كثيرا بعد وقوع الانقلاب المصري في 3 يوليو 2013 ، و أرتفعت أسهم الرجل في مصر و أصبح يجتمع بأعضاء هيئة الأركان الحربية على أعلى المستويات بتوصية مباشرة من السيسي نفسه.وتحط طائرته بمطار القاهرة ويتكفل به رجال الحماية المصرية، وقد حقق هذا التقارب المدعوم بالمال الإماراتي غرضه بتشديد الحصار على غزة، لإرغام حماس على التنازل عن حكم غزة ، وإعادة سلطان حركة فتح عليها ، ولكن مع انفجار الصراع بين محمود عباس ودحلان ، وشروع عباس في المصالحة مع حماس ، وتشكيل حكومة وحدة وطنية ، بدأت سلسلة من الإجراءات العقابية والتأديبية لعباس ، وصلت لذروتها في حفل تنصيب السيسي ، عندما أصر السيسي على حضور دحلان حفل التنصيب مما دفع محمود عباس للتهديد بالانسحاب ، وتكهرب أروقة الحفل ، وهمّ عباس بالمغادرة لولا تدخل مسئولين سعوديين بإقناع السيسي بعدم حضور دحلان ، وكان الفتور باديا بشدة على مصافحة الرجلين في الحفل ، وحتى يحتوي السيسي غضب محمد بن زايد الذي حضر دحلان على طائرته ، قام بدعوتهما لحفل خاص بعد انتهاء الحفل الرسمي . وبهذا السيناريو انكشفت نوايا قادة الانقلاب - ممولين ومنفذين - تجاه غزة ، حيث قررت مصر المراهنة على دحلان بدلا من المراهنة على المصالحة بين فتح وحماس ، لتصفية المقاومة الإسلامية في غزة ، فكان التحريض الدحلاني للصهاينة على شن الضربات العسكرية المعروفة "بالجرف الصامد" . الشيطان دحلان وثيق الصلة بدوائر صنع القرار في مصر خاصة جهاز الاستخبارات الذي يرأسه أكثر الناس كراهية وعداوة للمقاومة الإسلامية ؛ محمد التهامي ، الذى عقد جلسات سرية للتنسيق الأمني بين الجانب المصري والإسرائيلي قبل الهجوم على غزة بأيام لم يكتف دحلان هذه المرة بتوريط الصهاينة في مستنقع غزة بل ورط معهم الانقلابيين في مصر بتشديد الحصار وغلق المعابر للذبح غزة ،فهو يدفع الصهاينة ومحور الانقلاب نحو حرب شاملة ضد غزة للقضاء نهائيا على حماس . "وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِين" لن يتحقق أمل شيطان صهيون دحلان و سيفشل الجميع ، وسيدفع نتنياهو الثمن بسقوطه سياسيا وعسكريا كما حدث مع سلفه أولمرت سنة 2008 ، وستجد إسرائيل نفسها في النهاية تطلب الهدنة و التهدئه . و لكن يبقى السؤال -- من سيكون الوسيط لوقف أطلاق النار الآن؟! هذا هو التخوف الذى طرحه جاسون ديتز فى كلمات تلخص الواقع و قد قمت بترجمته لكم --- "أذدواجية مصر تطلق لإسرائيل العنان للتصعيد ضد غزة ليس واضحا .. من سيكون الوسيط لوقف أطلاق النار الآن؟! الحروب الاسرائيلية السابقة على قطاع غزة - في كثير من الأحيان - تتوقف بعد فترة قصيرةمن إطلاق النار بالوساطة المصرية . فكل من حكومة مبارك و مرسي كان لها علاقات مع حماس، ومصلحة في الاتفاق. هذه المرة، الصقور الإسرائيليين سعادتهم غامرة ، لأن المجلس العسكري المصري الجديد يكره حماس، ويبدو أنه من غير المرجح أن يتدخل على الإطلاق للحل . لذلك يتفاخر المسؤولون الإسرائيليون صراحة لأن "مصرتخلت عن حماس،و لا تهتم هزمناهم بقسوة." اللامبالاة الدولية تجاه هذا الصراع يعطى إسرائيل الحرية فى التصعيد ضد غزة و بحصانة نسبية، حتى الجامعة العربية لم تضغط من أجل وضع حد للقتال حتى الآن. حماس لم تفقد مصرفقط ، بل جميع حلفائها في الخارج، وليس هناك من سيدافع عن غزة، حتى لوتصاعد عدد القتلى المدنيين. وقد أستبعدت مصر من أي دور أو وساطة. على المدى القريب قد تكون هذه أنباء طيبة بالنسبة للصقور الإسرائيلية ، ولكنه ليس واضح من الذي سيتوسط لوقف إطلاق النار فى النهاية عندما يرتفع ضحايا إسرائيل من سكان غزة، ومصرها معدومة مع حماس، ويبدو أن الولاياتالمتحدة أيضا غير مهتمه و لاتريد توريط نفسها ، وهذا يعني ان اسرائيل هذه المرة يمكن ان تدخل في حرب مع عدم وجود استراتيجية خروج.