قَالُواْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ" ... صدق الله العظيم.. لقد أهلك الله فرعون مصر بثورة 25 يناير وأستخلف الإخوان فى الحكم.. فساء ما يحكمون... معاناة محافظات وقري ونجوع الصعيد لم تكن خافية على أحد زمن المخلوع مبارك ولم يكن أحد يهتم بها إلا على سبيل التندر أو بمناسبة قرب إجراء أى إستحقاق إنتخابي.. بح صوتنا وأصابنا الملل من تكرار الشكوي عن الظلم الواقع على الصعيد ( مصر الأخري كما يسميها المفكر الكبير الأستاذ فهمي هويدي ) ظلم بين فى شتي المجالات وتهميش متعمد لأبناء الصعيد وكأنهم أبناء البطة السوداء. تردي غير مسبوق فى الخدمات الصحية والعلاجية.. بطالة بنسب وأعداد مخيفه... تدهور فى المستوي التعليمي ... لا وجود لمجمعات ومصالح حكومية تغني أهالي الصعيد عن السفر للقاهرة العاصمة والبهدلة فى المواصلات ناهيك عن تكاليف السفر والإقامة... إرتفاع جنوني للسماد والكيماويات..إلخ مشاكل ومصائب لا أول لها ولا أخر وبمجرد قيام الثورة كنا كالغريق الذى تعلق بقشة وتوهمنا بأننا أخيرا والحمد لله سنضع حدا للتهميش والإقصاء والمآسي التى عانيناها طيلة سنوات.. وما زاد فى تفاءلنا بأننا توسمنا خيرا فى رئيس " مؤمن " " بسيط " "حافظ لكتاب الله " ذاق مرارة الظلم فلن يرضي بالظلم الواقع على غيره وسيتقى الله فينا. ونستطيع أن نقولها وبكل ثقة بأن الصعيد له الفضل ( بعد فضل الله عز وجل) فى نجاح الثورة وإنقاذها من الضياع فى أكثر من محطة والعديد من الإستحقاقات الإنتخابية.. وهذا بإعتراف الإخوان أنفسهم.. بدءا من الإستفتاء على التعديلات الدستورية حتى الإستفتاء الأخير على الدستور مرورا بترجيح وفوز الرئيس مرسي نفسه بفضل وإرادة الله أولا ثم أصوات أبناء الصعيد الأوفياء. والعبد الفقير كاتب هذه السطور أرسل أكثر من نداء ورجاء وإستغاثة للرئيس مرسي بأن يتعطف ويلقى نظرة تقدير ووفاء لأبناء الصعيد ولا يعيد سيرة سلفه المخلوع.. ولكن لا جواب ولا رد عملي إلا الشعارات والكلام المعسول! شبعنا من عبارات المديح والثناء على الصعايدة من قبل الإعلام والرموز الإسلامية عندما يشعرون بمآزق ما ... ويحتاجون لأصوات الصعايدة وبعد ذلك تبحث عنهم..فص ملح وداب! وإذا رد أحدهم لا يزيد على كلمة واحدة.... أصبر! بذلنا مجهودات جبارة ضحينا فيها بالمال والوقت والجهد ترويجا ودفعا للشبهات عن التيارات الإسلامية وخاصة حزب النور حتى حصلوا على الأغلبية فى المجلس المنحل وهذا موضوع يطول شرحه سنتحدث عنه فى وقت أخر إن كان فى العمر بقية... فنحن كصعايدة نعاقب من الطرفين :- يعاقبنا التيار الإسلامي بصفة عامة والإخوان بصفة خاصة عن طريق الإهمال ومقابلة الوفاء بالجحود والإستكبار.. ويعاقبنا التيار العلماني وإعلامه بل ويحقد علينا ويلعن الصعايدة ليل نهار لأننا تسببنا فى وصول الإخوان للحكم وبأننا السبب فيما تعانيه مصر اليوم من أزمات من وجهه نظرهم.. ناهيك عن الجلد اليومي والسخرية المنحطة والسافلة من قبل بعض رويبضة الإعلام على الصعايدة وأشهرهم من عاير أهالى سوهاج وأتهمهم بعدم النظافة.والأنكي أن صاحبنا الإعلامي هذا يظن أن دمه " خفيف" وخالى من " الرصاص " والحقيقة التى ربما لا يوصلها له المطبلين إن دمه " يلطش" وسخافاته بعد الثورة أفقدته ما كان يتمتع به من رصيد زمن المخلوع. وهكذا نعاني نحن سكان " مصر الأخري " نتيجة صراع الديكة والحرب الضروس التى يخوضها كلا الطرفين :- النخبة العلمانية والنخبة الإسلامية فى وجه بحري عند " المركز " ضد بعضهما البعض... وبالطبع يعاني معنا باقى أطياف الشعب المصري المغلوب على أمره والمبتلي بهكذا نخب لا تبحث إلا عن مصالحها الشخصية وتنفيذ أجندات من يمولها. وحسبنا الله ونعم الوكيل