ذكرت صحيفة "الجارديان" في مقال لها ان العالم العربي محظوظ لبدء الثورة في تونس، حيث انها مجتمع من التجانس العرقي و الطائفي يتميز بالشعور المدني و الضمير السياسي حيث بثت الثورة الأمل فى نفوس العرب من جديد، الا أن الأزمات الاقتصادية، مازالت تشكل عائق فى طريق الوصول إلى الديمقراطية. بزيارة تونس في اول احتفال لها في ذكري الثورة سيدهشك كم هو مذهل قدرة القادة الجدد فى تونس علي التغلب علي مرارة الماضي و كما ضربت تونس المثال للدول العربية للثورة علي الطغاة فهي تضرب لهم اليوم مثال اخر في كيفية بناء مجتمع ديمقراطي متوازن. و ستندهش ايضا كيف يتعامل قادة البلاد مع إدارة عملية التحول الديمقراطي فى البلاد بذكاء للعبور إلى بر الأمان، والحفاظ على الشفافية، وترسيخ اتفاق سياسي يحظى بموافقة جميع أطياف المجتمع التونسى المختلفة حيث تعد هذه اول مرة للمواطنين فى أغلب الدول العربية للدخول في حوار يهدف إلى التوصل إلى توافق في الآراء بشأن قواعد اللعبة الديمقراطية، مشيرة إلى أن هذا الحوار الديمقراطى قد بدأ مؤخرا، ويتوقع أن يستمر خلال السنوات المقبلة في جميع أنحاء العالم العربي. ربما يشكل التحدي الاقتصادي تهديد لعملية انتقال الديمقراطية و لكن القلق الذي يساور البعض الان هو ان الدور الهام الذي لعبه الشباب مفجر ثورات الربيع العربى لم يتم تفعيله إلى مشاركة فعلية في العملية السياسية، حيث أن الأحزاب والقوى السياسية، اكتفت باختيار وترشيح شخصيات بارزة لها في الانتخابات، واستغنت عن دور أولئك الشباب الذين أشعلوا فتيل الثورات فى أرجاء العالم العربى.