ذكرت صحيفة نيو يورك تايمز في مقال لها امس انه من المتوقع ان يدعوا الناخبين الذين حضروا الاجتماع السياسي الحاشد بقيادة شيوخ الإسلاميين المحافظين الي الحكم الديني الصارم المتمثل في حظر الكحول ، وتقييد زي المرأة ، وقطع أيدي اللصوص. فبعد مرور عشرة أشهر من الانتفاضة الشعبية الواسعة التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك ، ظهر حزب النور و حلفاؤه الذي حصل علي ربع الاصوات في الانتخابات ليطيح بالاحزاب الليبرالية و ينافس جماعة الاخوان المسلمين التي فازت بنسبة 40% من الاصوات و من المحتمل ان ترأس البرلمان و في أعقاب التصويت ، سعى حكام مصر العسكر لاستخدام شبح السلفيين لتبرير توسيع سلطتهم على صياغة دستور جديد و يقول بعض الليبراليين انهم قد يفضلون الحكم العسكري عن الحكومة الاسلامية المتشددة. ومع ذلك ، إذا ما أمعنا النظر في الحملات السلفية نجد انهم مهتمين بغضب النخبة المصرية كاهتمامهم بأجندة دينية معينة فالسلفية هي ائتلاف مفكك من الشيوخ ، وليست جماعة متماسكة ، ويسعي جميع المرشحين السلفيين لتطبيق الشريعة الإسلامية كما فعل النبي محمد ، لكن فهمهم للشريعة يختلف إلى حد كبير فيسعى البعض لتنفيذ العقوبات مثل قطع يد السارق في غضون بضع سنوات ، في حين يقول آخرون أنه يجب تاجيل هذه الخطوة بعد إعادة توزيع الثروة في البلاد بحيث لا يفتقر المصريين الي الطعام أو السكن. فنجد ان اهتمامات السلفيين في مصر تختلف عن جماعة الاخوان المسلمين الذين يعمدون الي تذكير الناخبين بفقرهم و ما فعلوه للمجتمعات الفقيرة, ولكنهم نادرا ما يتكلمون باعتبارهم جزء من تلك المجتمعات، فيري الناخبون انهم ينظرون اليهم من اعلي و انهم "في قاع المجتمع".