كشف الباحث الاثرى المعروف الدكتور . عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بوجه بحرى وسيناء بوزارة الآثار أن هناك أطماع تاريخية لتحويل البحر الأحمر لبحيرة صهيونية بدأها الباحث اليهودى ألكسندر فلندر الذى قام بأعمال مسح أثرى حول جزيرة فرعون بطابا عند نهاية خليج العقبة عام 1968م بمجموعة من الغواصين البريطانيين والإسرائيليين وادعى أن الجزيرة والقلعة التى بنيت عليها هى جزيرة يهودية من أيام نبى الله سليمان وكذب الأثريون المصريون هذه الادعاءات وأكدوا بالأدلة الأثرية الدامغة أنه لا علاقة لليهود من قريب أو بعيد بهذه
الجزيرة وأن الجزيرة شهدت تواجد حضارى للأنباط منذ القرن الثانى قبل الميلاد وتواجد مسيحى فى القرن السادس الميلادى وتواجد إسلامى فى العصر الأيوبى والمملوكى والعثمانى ولم يثبت أثرياُ أى تواجد أقدم من ذلك كما اتضحت الأطماع فى مقولة شهيرة لقائد البحرية الصهيونى كانستلون "نحن نملك أسطولاً بحرياً ضخماً يعمل فى كافة موانئ العالم وسيرتفع عدده فى عام 1956م ولهذا فعلينا أن نعد العدة لمستقبل تستطيع فيه أساطيلنا البحرية والحربية أن تحطم الحصار
المفروض علينا وأن نفرض الحصار بدورنا على بعض الدول العربية بشكل أقوى مما فرضوه علينا أى مطلوب منا أن تكون لدينا خطة نستطيع عن طريقها أن نحول البحر الأحمر إلى بحيرة يهودية بالتدريج" ويضيف ريحان أن تصاريح بن جوريون رئيس الوزراء الصهيونى الأسبق عام 1933كشفت عن هذه الأطماع حين قال "إن العقبة وموقع إيلات التاريخى
– أم الرشراش المصرية - سيسمح لنا بالتمركز فى خليج العقبة والبحر الأحمر" وجاء على لسان بن جوريون "إنني أحلم بأساطيل داود تمخر عباب البحر الأحمر" "كما قال "إننا محاصرون برياً والبحر هو طريقنا الرئيسى للمرور الحر إلى يهود العالم" وحاول اليهود قبل عام 1939 شراء أراضى المنطقة واحتلت إسرائيل قرية الرشراش المصرية فى 10
مارس 1949م ولأهمية الملاحة عن طريق البحر الأحمر شنت إسرائيل حربين عدوانيتين 1956 ، 1967 ولتنفيذ هذا المخطط كان التغلغل الصهيونى فى الصومال وإرتريا وجنوب السودان ومنذ حرب 1973 ونتيجة إغلاق باب المندب فى وجه إسرائيل بدأ المخطط الصهيونى للاستيلاء على موانئ البحر الأحمر لحماية شريان التجارة بينها وبين الدول الأفرو
آسيوية واستطاعت إسرائيل استثمار علاقتها مع إثيوبيا للحصول على جزيرة (دهلك) في البحر الأحمر سنة 1975لتقيم عليها أول قاعدة عسكرية وتلا ذلك استئجار جزيرتى حالب وفاطمة فى الجنوب الغربى للبحر الأحمر ثم جزيرتى سنشيان و دميرا وجزيرة دميرا هى أقرب الجزر الارترية المتواجد بها قوات إسرائيلية إلى باب المندب كما أكدت صحيفة (عال همشمار) الصهيونية وجود 60 مستشاراً عسكرياً إسرائيلياً في إرتريا وأثيوبيا يرابط معظمهم فى ميناء مصوع وهذا
الحضور العسكرى الصهيونى فى جنوب البحر الأحمر يحقق لهم عدة أغراض ومنها احتلال أى جزر فى مدخل البحر الأحمر الجنوبى لتسهيل التحرك العسكرى وتأمين التحرك التجارى مما يضمن قدرتهم على إغلاق باب المندب في وجه العرب فى الوقت المناسب والإشراف على حركة الملاحة ومراقبتها من جنوب البحر الأحمر وحتى إيلات
(ميناء العقبة) وإنشاء قواعد بحرية استخبارية في جنوب البحر الأحمر ويتساءل ريحان من وراء ولصالح من تم إيقاف مشروع كوبرى ربط مصر بالسعودية عن طريق جزيرة تيران فى مدخل خليج العقبة فى عهد النظام السابق فى مصر؟ ومن هنا تكتمل خيوط المخطط الصهيونى