دخل الإسلاميين فى مصر - الذين حققوا فوزا ساحقا فى المرحلة الأولى من الانتخابات التشريعية - اليوم الاثنين فى معركة جولة الإعادة ضد الليبراليين ولكن أيضا داخل معسكرهم بوجود صراع بين جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين. وإذا كانت جميع الجماعات الإسلامية حصلت رسميا على 65% من الأصوات، فإن جماعة الإخوان المسلمين المؤثرة (36,6%) تحاول أن تنأى بنفسها عن الأصولية السلفية التى حققت مفاجأة حقيقية فى المرحلة الأولى من الانتخابات بحصولهم على 24,3%. ويتنافس الإخوان والسلفيين يومى الاثنين والثلاثاء على أكثر من عشرين مقعد فى ثلثى محافظات مصر التى تجرى بها جولة الإعادة. وكان الإقبال لايزال ضعيفا عند فتح باب الاقتراع بعد أن شهدت المرحلة الأولى مشاركة غير مسبوقة (62%) فى تاريخ مصر. وفى الاسكندرية، من المتوقع وجود صراع شديد بين الإخوان المسلمين والسلفيين. فهذه المدينة الساحلية قد شهدت تأسيس حزب النور السلفى بعد سقوط الرئيس السابق حسنى مبارك بفترة قصيرة ولكن جماعة الإخوان متواجدة فى الاسكندرية منذ فترة طويلة. وفى جولة الإعادة، سيحاول الليبراليون - الذين كانوا الخاسر الأكبر - تعويض خسائرهم وخاصة فى القاهرة. فقد حصلت الكتلة المصرية - الائتلاف الليبرالى الأساسى - على 13,3% فى المرحلة الأولى. وحصل جميع الليبراليين المقسمين على ست قوائم على 29,3% ولكنهم لا يزالون مقسمين للغاية ولا يستطيعون تشكيل مجموعة متجانسة فى مواجهة المد الإسلامى. وكانت انطلاقة السلفيين - الأكثر تشددا من الإخوان المسلمين الذين يظهرون أنفسهم كمعتدلين - قد أثارت المخاوف فى الأوساط العلمانية والقبطية (المسيحيين فى مصر).