أسفرت أعمال العنف بين المتظاهرين والشرطة يوم الأحد عن وقوع ثلاثة عشر قتيلا فى القاهرة ليصل الإجمالى إلى خمسة عشر قتيلا خلال يومين من الاشتباكات فى مصر وذلك قبل أسبوع من اجراء أول انتخابات تشريعية منذ رحيل الرئيس السابق حسنى مبارك. وكان الآلاف من المصريين قد تجمعوا فى ميدان التحرير بعد أن طردوا الشرطة واستمرت الاشتباكات العنيفة فى الشوارع المجاورة للميدان -مركز الثورة التى أطاحت بالرئيس السابق حسنى مبارك فى شهر فبراير. وفى وقت مبكر من صباح الاثنين، أكد الشيخ مظهر شاهين -إمام مسجد عمر مكرم فى التحرير- للتليفزيون الحكومى أنه تم التوصل لاتفاق مع قوات الأمن مؤكدا أن الهدوء قد عاد للميدان. وأوضح الشيخ مظهر أنه التقى وفدا من الجيش وقوات الأمن من أجل تنفيذ هذا الاتفاق الى ينص بصفة خاصة على وقف إطلاق النار. وأشار صحفى بوكالة الأنباء الفرنسية إلى أن المحتجين قاموا فى المساء بقذف رجال الشرطة بالحجارة وزجاجات المولوتوف ورد رجال الشرطة -المتمركزون على سطح بناية قريبة من وزارة الداخلية- باطلاق النار والرصاص المطاطى. كما أطلق رجال الشرطة الكثير من الغازات المسيلة للدموع فى حين أن المتظاهرين يقومون بردها وهم يهتفون "الشعب يريد اسقاط المشير" حسين طنطاوى الذى يقود البلاد حاليا وذلك وفقا لما ذكره الصحفى. وبالإضافة إلى الثلاثة عشر قتيلا التى أعلن عنهم المسؤولون بالمشرحة -من بينهم أربعة على الأقل قتلوا بالرصاص الحى- كان هناك شخصا قد قتل يوم السبت فى ميدان التحرير. وقد أكد العديد من الأطباء أنهم قاموا بعلاج اصابات كثيرة بالرصاص. وصرح الدكتور محمد طاهر لوكالة الأنباء الفرنسية أنه رأى شخصا مصاب برصاصة فى رأسه وآخر فى رقبته والاثنين كانوا فى حالة خطرة. ومن جانبها، أعلنت وزارة الصحة عن وفاة عشرة أشخاص يوم الأحد و 1700 مصابا منذ يوم السبت، وذلك وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط التى أشارت إلى أن التظاهرين تجمعوا أيضا فى العريش وسيناء والاسماعيلية والسويس بينما اندلعت اشتباكات بعد تشييع جنازة شاب قتل يوم السبت فى الاسكندرية. وذكر مراسل وكالة الأنباء الفرنسية أن الجنود أطلقوا النارفى الهواء من أجل تفريق المتظاهرين فى السويس بعد يوم من اندلاع الاشتباكات فى المدينة. كما انطلقت مسيرات -تطالب بانتقال السلطة إلى المدنيين بعد أن استمرت تسعة أشهر فى يد الجيش- فى قنا وأسيوط حيث أعلن التليفزيون الرسمى عن وقوع اشتباكات وفقا لمسؤولين أمنيين. وتم القاء القبض على خمسة وخمسين شخصا يوم الأحد كما ذكر المصدر نفسه. وأعرب الجيش -فى بيان على التليفزيون الرسمى مساء الأحد- عن "أسفه" للأحداث الحالية داعيا الحكومة للقاء القوى السياسية من أجل وضع حد لما يحدث ومؤكدا مرة أخرى التزامه بالجدول الانتخابى المقرر. وفى وقت سابق، أكد اللواء محسن الفنجرى أن الانتخابات ستجرى كما هو محدد: "نحن لن نخضع للنداءات المطالبة بتأجيل الانتخابات. فالقوات المسلحة ووزارة الداخلية قادرة على تأمين مراكز الاقتراع". وقد طالب سياسيون ومفكرون -من بينهم محمد البرادعى المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية- بمهلة اضافية لاجراء هذه الانتخابات فى اطار مراجعة الجدول السياسي. فاقترحوا انتخاب الجمعية التأسيسية أولا ثم الرئيس ثم مجلس الشعب. وفى ميدان التحرير، يتم اجلاء العديد من المتظاهرين -معظمهم غارقين فى الدماء- فى حين أن المتظاهرين يهتفون "مش هنمشى" و"الشعب يريد اسقاط المشير" . وفى الخارج ، قالت كاترين آشتون وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى أنه يجب الدفاع عن القانون والنظام "عن طريق احترام حقوق الانسان" فى حين اعتبر وزير الدفاع الكندى بيتر مكاى هذه الاشتباكات "مقلقة للغاية". وأدانت وزارة الخارجية البريطانية استخدام العنف بينما أعربت روما وبرلين عن "قلقهم الشديد" ازاء الموقف و"دعت جميع الأطراف إلى وضع حد فورى لأعمال العنف".