اعتبرت صحيفة "ذي ايكونوميست" البريطانية أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد أصبح أكثر عزلة ودموية. وأكدت الصحيفة نفاد الوقت المتاح للأسد لإصلاح الأوضاع في بلاده وإنقاذها، وتوقعت أن يلقى الأسد مصير العقيد الليبي معمر القذافي. وأشارت الصحيفة إلى أن الكثيرين كانوا يظنون أن الأسد سيكون أكثر حرصًا على التفاوض للخروج من هذا المأزق إلا أنه فعل العكس تمامًا، وظهر هذا واضحًا بعد وساطة جامعة الدول العربية حيث زادت شراسة ودموية قوات الأمن التابعة للأسد في التعامل مع المحتجين، بدلاً من الانخراط في إجراء مفاوضات جادة مع المعارضة المطالبة بالديمقراطية. وقالت الصحيفة البريطانية: "الأسد يبدو الآن أكثر تصميمًا من أي وقت مضى على القضاء على هذه المعارضة، ونتيجة لذلك اتخذت الجامعة العربية خطوة دراماتيكية بتعليق عضوية سوريا، وقد خاطر الأسد بهذا وسوف ينتهي به الأمر وسيحدث له مثلما حدث لمعمر القذافي في ليبيا". يشار إلى أن منشقين عن الجيش السوري توعدوا بشن المزيد من الهجمات على أهداف النظام السوري، نافين مخاوف من تزايد الصراعات الأهلية، ومصرين على أن حكام البلاد "لا يفهمون غير لغة القوة". وصرح قائد الجيش السوري الحر العقيد المنشق رياض الأسعد أن انهيار خطة الجامعة العربية لتحقيق المصالحة في سوريا قد شجع قواته على مواصلة الهجوم. وأضاف الأسعد أن الانشقاقات عن جيش النظام تضاعفت بعد أن بدأ باب الدبلوماسية العربية ينغلق. واستطرد: "لقد أمهلنا النظام بعض الوقت ليستجيب لخطة السلام العربية لكنه بدلاً من ذلك كثف قمعه ومن ثم فقد اضطررنا لتبني نفس الأساليب ولنوضح له أننا نستطيع إصابته في مقتل وفي أماكن لا يتوقعها، والجيش السوري الحر الآن لديه عشرات آلاف الأفراد".