دعت اليابانالمانيا الجمعة الى القيام ب"دور مركزي" لارساء الاستقرار المالي في منطقة اليورو ومنع تفاقم ازمة الديون التي تعصف بالكثير من دولها وباتت تهدد الاقتصادات الكبيرة فيها وتاليا الاقتصاد العالمي. وقال وزير المال الياباني جون ازومي خلال مؤتمر صحافي انه "من المهم ان تقوم المانيا بدور مركزي في وضع خطة تمويل صلبة يمكننا اعتبارها بمثابة جدار نار".
واضاف "اعتقد انه آن الاوان لالمانيا ان تعمل بجد" لوضع هذه الخطة.
واعرب الوزير الياباني عن قلقه من ارتفاع اسعار الفائدة على سندات الخزينة الايطالية والاسبانية، مشددا على ان منع ازمة اليورو من التفاقم اصبح "ملحا".
وسجلت اسعار الفائدة على سندات الخزينة الخميس مستويات قياسية في فرنسا ومستويات اعلة بكثير في اسبانيا، وذلك بالمقارنة مع السندات الالمانية التي لم تتزحزح ثقة الاسواق فيها.
ففي اسبانيا لامس سعر الفائدة على سندات الخزينة لمدة عشر سنوات حدود ال7%، وهو مستوى قياسي يعتبر في نظر المستثمرين خطيرا، وقد سبق لايطاليا وان تجاوزته مطلع الاسبوع.
اما في فرنسا فبلغ سعر الفائدة على سندات الخزينة للفترة نفسها 4% مقارنة ب2% فقط للسندات الالمانية المماثلة.
واعتبر هذا التطور مقلقا جدا للمستقبل الاقتصادي للقارة العجوز، فان تكون ازمة اليورو محصورة باقتصادات صغيرة نسبيا (اليونان وايرلندا والبرتغال) شيء، وان تطال اليوم الاوزان الاقتصادية الثقيلة في الاتحاد شيء آخر.
واليابان قلقة جدا على الوضع الاقتصادي في اوروبا لاسباب عدة اهمها ان الازمة الاوروبية اذا تفاقمت ستقوض النمو الاقتصادي في العالم باسره وستضع بالتالي في مهب الريح النهوض الاقتصادي لليابان نفسها التي تسعى جاهدة للنهوض من تداعيات الزلزال المدمر الذي ضربها في 11 آذار/مارس والتسونامي الهائل الذي تلاه وما تسبب من حادث نووي خطير.
وعاد الاقتصاد الياباني الى النهوض في الفصل الثالث مع ارتفاع اجمالي الناتج الداخلي للارخبيل بنسبة 1,5%، وذلك بعد تسعة اشهر من التراجعات التي فاقمتها تداعيات الكارثة الطبيعية.
وارتفع اجمالي الناتج الداخلي الياباني بين تموز/يوليو وايلول/سبتمبر بنسبة 6% مقارنة بالفصل. ويعود هذا الارتفاع في جزء كبير منه الى النمو الذي سجله مؤشرا الصادرات واستهلاك العائلات بعد الانهيار الكبير الذي اصابهما اثر الكارثة الطبيعية.
وانكمش الاقتصاد الياباني في الفصل الرابع من 2010 بسبب تراجع حركتي الصادرات والاستهلاك. وتفاقم هذا الانكماش بعد الزلزال والتسونامي اللذين ضربا البلاد وتسببا باضرار فادحة وبحادث نووي خطير اضافة الى سقوط 20 الف شخص بين قتيل ومفقود.