«لقطة واحدة تعنى الكثير» تحت هذا العنوان نشرت صحيفة «معاريف» تفاصيل اللقطة الشهيرة التى استغرقت ثوانى معدودة اثناء تسليم الجندى المختطف «جلعاد شاليط» من بين أيدى حماس إلى أيدى رجال المخابرات المصرية. وقالت الصحيفة إن اللقطة كشفت جميع الأشخاص الذين كانوا وراء تنفيذ الصفقة فى لحظة نادرة قلما تتكرر، حيث ظهر فى اللقطة المسئولون الحقيقيون عن عملية الاختطاف إلى جانب الوسطاء المصريين من رجال المخابرات المصرية.
وكشفت الصحيفة عن هوية الاشخاص الذين جمعتهم هذه اللقطة النادرة وأولهم رائد العطار قائد لواء «رفح» داخل الجناح العسكرى لحركة حماس والذى يعتبر الرجل الاول المسئول عن عملية الاختطاف الذى نفذ عدة عمليات من ضمنها عملية إطلاق الصواريخ على إيلات الإسرائيلية العام الماضى والذى حرص على مرافقة الجندى المختطف حتى اللحظة الاخيرة قبل تسليمه للمخابرات المصرية.
وأمام «العطار» وقف أحمد الجعبرى بوضوح، وهو الرجل الذى حرص طوال عمله كقائد للجناح العسكرى لحركة حماس ألا تُلتقط له الصور، وهو المسئول الأول الذى كان يتحكم فى مصيرالجندى الإسرائيلى المختطف، والذى حصل على تفويض كامل من حماس بإدارة المفاوضات حول استرجاعه خلال الثلاثة أشهر الاخيرة، وأرجع بعض الخبراء فكرة سماحه للمصورين بالتقاط الصور له أنه يريد أن يبعث برسالة واضحة لإسرائيل مفادها أن أعضاء كتائب عز الدين القسام متواجدون ولا يخشونها.
وكشفت اللقطة أيضا عن هوية الوسطاء المصريين من جهاز المخابرات المصرية الذين لعبوا دورا مهما فى تقريب وجهات النظر بين إسرائيل وحركة حماس، وهما اللواء رأفت شحاتة واللواء نادر الأعصر، وقالت عنهما الصحيفة إنهما قد تم تكليفهما من جانب مدير المخابرات مراد موافى للمساهمة فى انطلاق الصفقة، وذكر التقرير أن الاثنين قد سافرا إلى قطاع غزة شخصيا لإحضار الجندى المختطف، ويظهر فى الصورة اللواء رأفت شحاتة وهو يمسك بالذراع اليسرى لجلعاد شاليط وكأنه يريد أن يخلصه من بين يدى أحمد الجعبري، وأضاف التقرير أنه أصر على الامساك بذراعه حتى عبروا الحدود المصرية.
اما اللواء نادر الأعصر الذى كان يقف على يمين الجعبرى فقد وصفته الصحيفة بالعمود الفقرى للصفقة .. وهو أيضا المسئول عن الملف الفلسطينى داخل جهاز المخابرات المصرية، كما عمل لفترة داخل السفارة المصرية بتل أبيب تحت غطاء القنصل العام، وعندما عاد إلى القاهرة تولى الملف الفلسطينى داخل جهاز المخابرات العامة، وساهم فى إتمام صفقة المصالحة الفلسطينية، وبعد سقوط نظام مبارك تلقى نادر الأعصر التعليمات بالتركيز فى ملف الجندى المختطف وقام بإدارة الاتصالات مع أحمد الجعبرى من جانب ومع ديفيد ميدان مسئول الموساد الإسرائيلى من جانب آخر.