أكدت مصادر دبلوماسية عربية أن تعليق أو تجميد عضوية سوريا فى جامعة الدول العربية خلال الاجتماع غير العادى لمجلس الجامعة على المستوى الوزارى المقرر عقده فى وقت لاحق اليوم أمر غير وارد . وقالت هذه المصادر فى تصريحات خاصة لوكالة انباء الشرق الاوسط أن اجتماع اليوم سيركز بالاساس على بحث الرد السورى على "خارطة الطريق العربية" التى قدمتها اللجنة الوزارية العربية المعنية بالازمة السورية للجانب السورى خلال اجتماعها بالدوحة يوم الاحد الماضى والتى تتضمن وقف اللعنف وسحب الاليات والدبابات من الشوارع والافراج عن المعتقلين والدعوة الى عقد مؤتمر وطنى للحوار يجمع النظام والمعارضة تحت رعاية الجامعة العربية للتوصل الى حل سلمى للازمة . وأشارت المصادر الى أن الاجتماع سيناقش كذلك الاتصالات التى قامت بها اللجنة مع القيادة السورية ونتائج زيارتها لدمشق وتقييم النتائج المترتبة على هذه الاتصالات بهدف استيضاح الموقف على الارض والاسترشاد بذلك فيما يمكن اتخاذه من قرارات . وأوضحت المصادر أن فكرة التجميد أو التعليق غير واردة بالنسبة للتعامل مع الازمة السورية وذلك لعدة إعتبارات يأتى فى مقدمتها عدم وجود سيناريو لما بعد التجميد خاصة وأنه لايمكن بأى حال من الاحوال تكرار النموذج الليبى فى سوريا.وقالت المصادر الدبلوماسية العربية فى تصريحاتها لوكالة انباء الشرق الاوسط إن الوضع السورى معقد للغاية خاصة لان النظام السورى يملك العديد من الاوراق التى يمكن أن تغير المعادلة فى الشرق الاوسط أولها قرب سوريا من اسرائيل وخشية تل أبيب والغرب من أن يقبل النظام السورى فى حال اذا ما تعرض لاى عمليات عسكرية من اطلاق صواريخ تجاه تل أبيب بمساعدة ايران وحزب الله وهو ما قد يحظى عندها بتأييد شعبى عربى واسع النطاق . كما أن دمشق تمثل بوابة الامن القومى العربى من جهة الشرق بعد الاحتلال الامريكى للعراق ودخول العراق فى متاهة الاضطرابات الداخلية والعمليات الارهابية وأن الحفاظ على الدولة السورية بشكلها القائم يعد صمام أمان للامن القومى العربى . وكشفت المصادر فى تصريحاتها أن الحلول السياسية ستبقى هى الاسلوب الوحيد والامثل لمعالجة الازمة فى سوريا مع احتمال ممارسة بعض الضغوط من خلال سحب السفراء العرب مثلا من دمشق للتشاور أو وقف زيارات وفود عربية الى دمشق مع عدم استقبال وفود سورية. كما يمكن أيضا السعى لدى كل من روسيا والصين المؤيدتين لنظام الرئيس بشار الاسد لممارسة ضغوط على النظام السورى للاسراع فى تنفيذ اصلاحات تتماشى مع مطالب الشعب الثائر واجراء انتخابات برلمانية ورئاسية شفافة تحت رقابة دولية. كما يمكن ايضا وفقا للمصادر نفسها الضغط على النظام السورى من خلال فتح حوار عربى مع أطياف المعارضة السورية أو الاعتراف بها اذا ما وجد العرب أنه لاتقدم فى الحوار مع النظام الرسمى السورى .وأوضحت المصادر الدبلوماسية العربية أنه من المتوقع أن يعلن الجانب السورى فى اجتماع اليوم قبوله بالورقة العربية لحل الازمة شريطة أن يتم التخفيف مما يعتبره حملات إعلامية منظمة من جانب بعض الفضائيات العربية ضد النظام القائم فى سوريا . وكشفت المصادر أنه سيكون هناك فى المقابل مطلب عربي بان تفتح سوريا ابوابها لوسائل الاعلام العربية ولمنظمات الجامعة العربية للدخول الى دمشق وزيارة المدن السورية والاطلاع على مايحدث فى سوريا بحرية تامة . على الجانب الاخر قللت مصادر المعارضة السورية فى القاهرة من أهمية الاجتماع غير العادى لمجلس جامعة الدول العربية المقرر عقده اليوم على المستوى الوزارى. وقالت هذه المصادر فى تصريحات لوكالة انباء الشرق الاوسط إننا نعلم بكل اسف حجم الضغوط التى يمارسها النظام السورى على الدول العربية معتبرة أن الرهان الان على الشعب السورى فى الداخل . واشارت هذه المصادر الى أن الشعب السورى لاينتظر نتيجة من اجتماع اليوم فهو مستمر فى ثورته السلمية وعازم على تقديم مزيد من الشهداء حتى يتحقق مطلبه فى سقوط النظام . وأوضح المصادر أن المعارضة السورية فى الخارج مطالبة اليوم وأكثر من أى وقت مضى بتوحيد مواقفها والتسامى على المصالح الذاتية الضيقة وتغليب مصلحة الشعب والوطن من أجل البحث عن سيناريوهات بديلة لاسقاط النظام . ورجحت المصادر ان تشهد الاسابيع القليلة القادمة اتصالات بين المعارضة السورية فى مختلف الدول لعقد مؤتمر جامع باحدى الدول العربية للاتفاق على خارطة طريق موحدة للتحرك فى مواجهة النظام والعمل على اسقاطه .