أعلن مصدر حكومي يمني، أن اتفاقا جرى توقيعه بين اللواء المنشق علي محسن الأحمر قائد الفرقة المدرعة الأولى، والمنشق عن النظام، والحكومة لوقف إطلاق النار، بعد أسابيع من الاشتباكات المتقطعة التي أسقطت عشرات القتلى. ونقلت وكالة "رويترز" عن مسئول حكومي لم تسمه، إن الحكومة واللواء المنشق علي محسن الاحمر وقعا اتفاقا لوقف إطلاق النار الثلاثاء واتفق الجانبان على الإفراج عن مخطوفين خلال شهور من الاحتجاجات التي دفعت اليمن على شفا حرب أهلية. وأضاف إن الاتفاق بين الحكومة ومحسن توسطت فيه لجنة محلية يرأسها عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس. يأتي ذلك فيما قتل متظاهر وجرح 40 آخرون في اطلاق نار من قوات الرئيس اليمني علي عبد الله صالح على تظاهرة مطالبة بتنحيه الثلاثاء بصنعاء، فيما قتل أربعة اشخاص في أعمال عنف في مدينة تعز جنوبي البلاد، بحسب مصادر طبية. وجاء الإعلان عن التوص لاتفاق وقف إطلاق النار بعد شهور من الاشتباكات التي بلغت ذروتها خلال الأسابيع الأخيرة، وبعد أن دعا اللواء محسن الأحمر، وهو أخ غير الشقيق للرئيس اليمني، في الأسبوع الماضي إلى سحب جميع القوات العسكرية والقبلية المسلحة من صنعاء بما فيها القوات التي يقودها بنفسه. وأتت الدعوة غداة أعمال عنف دامية في صنعاء أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 29 قتيلاً وذلك خلال تفريق مئات آلاف المتظاهرين المناهضين للنظام وفي معارك ضارية بين مسلحين قبليين مناهضة ومناصرة للرئيس علي عبد الله صالح. وبين 15 و18 أكتوبر، قتل 23 متظاهرا وعسكريان منشقان خلال تفريق تظاهرات. ووقعت أحدث مواجهات الثلاثاء عقب متظاهرة بصنعاء أطلقت قوات الرئيس علي عبد الله صالح النار عليها ما أدى إلى سقوط قتيل وجرح 40 آخرين، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وحاول المتظاهرون الذين قدر عددهم بالآلاف التوجه إلى حي القاع الذي تسيطر عليه قوات الرئيس لكن قوات علي عبد الله صالح أمطرتهم بوابل من الرصاص. وأفادت مصادر طبية وشهود، أن متظاهرا قتل وجرح 40 آخرون بالرصاص فيما أصيب العشرات بحالات اختناق لتنشقهم الغازات المسيلة للدموع. وهتف المتظاهرون متوجهين إلى رئيس الدولة الموجود في الحكم منذ 33 عاما "زنقة زنقة، دار دار، لا علي ولا بشار"، و"القذافي ولى وراح، اسمع شعبك يا سفاح". وأعقب ذلك اشتباكات بين وحدات منشقة من الجيش والقوات الموالية للرئيس صالح. وفي تعز، المدينة الواقعة على بعد 270 كلم جنوب غرب صنعاء والتي تشهد اكثر التحركات الاحتجاجية، قتل اربعة مدنيين الثلاثاء وجرح سبعة اخرون خلال قصف ومواجهات بين مقاتلين قبليين مؤيدين للمعاضة وقوات صالح بحسب مصادر طبية. وسقطت قذائف هاون أطلقتها قوات النظام عشرات المنازل في أحياء سكنية مختلفة من المدينة ما أثار هلع السكان وأرغم المدارس على إغلاق أبوابها، بحسب السكان. ورفع مجلس الأمن ضغطه على علي عبد الله صالح الجمعة بغقراره بالاجماع قرارا يدعوه الى التنحي عن السلطة ووضع حد لقمع التظاهرات. وأعلن صالح الاثنين ترحيبه بقرار الأممالمتحدة دون ان يلتزم رسميا بالتنحي عن السلطة كما يطلب منه القرار.