تجددت الاشتباكات المسلحة ظهر أمس بصنعاء بين القوات الموالية للرئيس اليمني علي عبد الله صالح والقوات المؤيدة للثورة بقيادة اللواء علي محسن الأحمر بعد ساعات قليلة من تطبيق إتفاق الهدنة بين الجانبين. يأتي ذلك في الوقت الذي شيعت اللجنة التنظيمية لشباب الثورة اليمنية في شارع الستين بصنعاء جثث83 شهيدا قالت إنهم قتلوا في مواجهات الأيام الماضية وسط هتافات من الآلاف تدعو إلي سرعة الحسم الثوري ومحاسبة المسئولين عن قتل المتظاهرين. وأوضح شهود عيان ان جنودا من الفرقة الأولي مدرع وآخرين من الحرس الجمهوري تبادلوا اطلاق النار في محيط جولة كنتاكي وشارع الزبيري. وأوضحت مصادر محلية ان الاشتباكات تركزت حدتها علي طول شارع هائل القريب من جولة كنتاكي فيما يبدو أنها محاولة من القوات الموالية للواء الأحمر السيطرة علي جولة كنتاكي التي كانت قوات موالية لصالح قد قالت إنها استعادتها أمس الأول بعد قتال شرس. وكان الهدوء الحذر ساد العاصمة اليمنية ليلة أمس الأول بعد دخول إتفاق وقف إطلاق النار بين القوات الموالية للرئيس اليمني علي عبد الله صالح والقوات المؤيدة للثورة الشبابية حيز التنفيذ علي الرغم من إطلاق نار بشكل متقطع ومتباعد زمنيا. وأكدت مصادر مطلعة ل( الأهرام) أن الإتفاق جاء بعد وساطة بذلها المبعوث الأممي في اليمن جمال بن عمر وأمين عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني, بالإضافة إلي لجنة وساطة محلية برئاسة رئيس جهاز الأمن السياسي المخابرات غالب القمش, وعضوية الشيخ اسماعيل أبو حورية, وعبد القادر هلال, وآخرون, حيث تم التوصل إلي اتفاق تهدئة بين الطرفين علي وقف التصعيد العسكري والتزام كل طرف بعدم تجاوز المواقع التي كان يسيطر عليها قبل إندلاع المواجهات الأحد الماضي. وأوضحت المصادر أن إختراقات بسيطة للهدنة وقعت من قبل الطرفين اللذين يواصلان حشد الأسلحة والمعدات والمسلحين في أحياء صنعاء وسط إتهامات متبادلة بالإستعداد لخوض مواجهات جديدة, في الوقت الذي يحاول الوسيطان الدوليان استغلال الهدنة في إجراء محادثات قد تفضي إلي الإتفاق علي آلية نقل السلطة وفقا للمبادرة الخليجية. وذكرت مصادر في الفرقة الأولي مدرع المنشقة عن الجيش اليمني أن إخلاء جولة كنتاكي وشارع الزبيري والتي قالت القوات الحكومية أنها طهرتها من المنشقين, جاء بناء علي تدخل من نائب رئيس الرئيس عبدربه منصور هادي, واللواء غالب القمش رئيس المخابرات والمبعوث الأممي جمال بن عمر شريطة أن يتم إحلال قوات أمن محايدة تابعة لجهاز الأمن السياسي في جولة كنتاكي, علي أن يتم ذلك متزامنا مع تشكيل لجنة تحقيق في المجازر التي تعرض لها شباب الثورة والمحتجون العزل علي مدي ثلاثة أيام. من جانبه أكد مصدر عسكري بوزارة الدفاع اليمنية أن وحدات القوات المسلحة والأمن التزمت بتنفيذ التوجيهات الصارمة التي أصدرها نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي نائب بإيقاف إطلاق النار في العاصمة صنعاء. وقال المصدر إن القوات المسلحة والأمن ومنذ لحظة صدور التوجيهات توقفت نهائيا عن إطلاق النار من جانب واحد رغم استمرار المنشقين والمتمردين في قيادة الفرقة الأولي مدرع وميليشيات حزب الإصلاح وجامعة الإيمان وعصابات أولاد الأحمر في الاعتداء والاستفزاز وعدم الالتزام من جانبهم بإيقاف إطلاق النار نهائيا علي حد قوله. وأضاف المصدر أن المنشقين ما زالوا مستمرين في استفزاز القوات المسلحة والأمن والاعتداء علي المواطنين, إلي جانب استمرار تمركز القناصين التابعين لهم في العمارات المرتفعة الواقعة في الأحياء القريبة من شارع الزبيري وشارع بغداد وشارع هايل وشارع الجامعة والقيام بقنص أفراد الدوريات العسكرية والأمنية والمارة من المواطنين والاعتداء علي المنازل.