رأى الخبير السياسي محمد عبد السلام رئيس تحرير مجلة السياسية الدولية أن الدور الإيرانى فى المنطقة تراجع فى الفترة الأخيرة وذلك تحت تأثير الدور السعودى والمتغيرات الحاصلة فى المنطقة. وقال عبد السلام فى حوار مع مجلة "ديوتش فيلله" الألمانية: "الرواية الأمريكية حول تورط إيران فى محاولة اغتيال السفير السعودى فى واشنطن، عادل الجبير يرى عبد السلام لا يمكن النظر إليها حاليًا بجدية وذلك لأنها قضية استخباراتية لا يمكن التأكد من صدق معلوماتها". واستبعد احتمال أن المخابرات الأمريكية قامت بعملية "طبخ معلوماتى" فى هذه القضية نظرًا لحساسية القضايا التى تتعلق بالشأن الإيرانى. وأضاف عبد السلام: "أمريكا التى روجت من قبل لمعلومات خاطئة حول وجود أسلحة دمار شامل فى العراق لتبرر غزوها لن تكرر خطأها وتتورط ثانية فى الترويج لمعلومات غير مؤكدة عن محاول اغتيال الجبير, ولذلك لا نستبعد صحة الرواية الأمريكية بتورط إيران فى محاولة الاغتيال". وقال الخبير السياسي: "أحد السيناريوهات المطروحة على الطاولة فى حالة ثبوت تورط إيران هو ضغط السعودية عليها على المستوى الإقليمى سواء فى البحرين أو اليمن أو العراق". وأشار إلى الضربات القوية التى وجهتها السعودية للنفوذ الإيرانى الإقليمى فى المنطقة , ومن هذا المنطلق ربما فكرت ايران فى تشتيت انتباه السعودية. وكانتبالرئيس الأمريكى أوباما قد توعد إيران بأشدِّ العقوبات" ولم يستبعد أى خيار للرد على مؤامرة اغتيال السفير السعودى فى واشنطن. وكانت السعودية قد طالبت عبر بعثتها الدائمة لدى الأممالمتحدة بمحاكمة المسئولين الإيرانيين على مؤامرة محاولة اغتيال سفيرها في واشنطن عادل الجبير، بعد أن لوحت المملكة في وقت سابق باتخاذ إجراءات "حاسمة" ردًّا على المؤامراة التي كشفت عنها الإدارة الأمريكية في الأسبوع الماضي. وقالت بعثة السعودية الدائمة لدى الأممالمتحدة بنيويورك في بيان: إنها طلبت رسميًّا من الأمين العام للمنظمة الدولية أن "يحيط مجلس الأمن بشأن المؤامرة البشعة لاغتيال سفير المملكة العربية السعودية لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية". ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" في عددها الصادر الأحد عن البيان وصفه المؤامرة بأنها "تمثل انتهاكًا للقوانين الدولية وقرارات الأممالمتحدة وكل المواثيق والأعراف الإنسانية"، مضيفًا أن "جميع من لهم علاقة بهذه المحاولة المشينة يجب تقديمهم للعدالة". وتقدم مندوب السعودية لدى الأممالمتحدة عبد الله المعلمي برسالة إلى الأمين العام للمنظمة الدولية ليحيط مجلس الأمن علمًا بها عبَّر فيها عن "القلق العميق والغضب" لدى الرياض من خلال الرسالة التي تعتبر بمثابة رسالة احتجاج رسمية.