قالت صحيفة أمريكية: إن أسلحة ليبية تم تهريبها من ليبيا عبر الحدود المصرية تملأ "السوق السوداء" بشبه جزيرة سيناء لتشق طريقها إلى قطاع غزة، في ترديد للمزاعم التي أبداها "الإسرائيليون" في وقت سابق مبدين مخاوفهم من سقوط الأسلحة بيد الفلسطينيين. ونسبت صحيفة "واشنطن بوست" الخميس إلى مسئول عسكري مصري لم تكشف عن اسمه أن المسئولين الأمنيين المصريين اعترضوا صواريخ مضادة للطائرات أغلبها تطلق من على الكتف، في طريقها إلى سيناء وفي أنفاق التهريب التي تربط مصر بقطاع غزة، منذ سقوط الزعيم الليبي معمر القذافي في أغسطس الماضي. وأضافت أن تجار أسلحة في سيناء يقولون: إن الأسلحة الموجودة بالسوق غير الشرعية تضم صواريخ وأسلحة مضادة للطائرات. وذكرت أن مصادرات الأسلحة أثارت القلق بشأن الأمن على طول المنطقة الحساسة التي تحد قطاع غزة و"إسرائيل"، في الوقت الذي يخيم فيه الاضطراب في المنطقة. ونقلت الصحيفة عن الخبير الأمني اللواء سامح سيف اليزل، "لا نريد رؤية مصر كطريق لتهريب الأسلحة"، لافتًا إلى أن عددًا من الصواريخ المضادة للطائرات ضبطت في الطريق الصحراوي من ليبيا إلى مدينة الإسكندرية المصرية وشمالاً نحو غزة. وأضاف: "نعتقد أن بعض المجموعات الفلسطينية قد عقدت صفقة مع الليبيين للحصول على أسلحة خاصة مثل الصواريخ المضادة للطائرات التي تحمل على الكتف". وذكرت الصحيفة أن القلق بشأن الأمن في سيناء يتنامى في مصر وبين المسئولين "الإسرائيليين" والأمريكيين الذين دعوا مصر لبذل المزيد من أجل حماية هذه المنطقة الحساسة التي تحد قطاع غزة و"إسرائيل". يشار إلى أن ثمانية "إسرائيليين" قتلوا وأصيب أكثر من 30 خلال هجوم تم التخطيط له بشكل جيد على طول الحدود المصرية "الإسرائيلية" في 18 أغسطس الماضي. وأطلق الجنود "الإسرائيليون" النار على المهاجمين عبر الحدود ما أسفر عن مقتل ستة جنود مصريين الأمر الذي أثار غضب المصريين. وادعت "إسرائيل" أن المسلحين الذين نفذوا هجمات إيلات جاءوا من قطاع غزة الذي تديره حركة "حماس" عبر سيناء. واتهمت مصر بالتقصير في فرض السيادة على شبه جزيرة سيناء التي تشهد حملة أمنية واسعة ضد المسلحين. وقُتل ستة جنود مصريين عندما كانت قوة "إسرائيلية" تلاحق ما تقول: إنهم منفذو هجمات إيلات. يذكر أن التوتر يشوب العلاقات بين مصر و"إسرائيل" منذ إسقاط نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك في 11 فبراير الماضي، تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية. وبلغ التوتر ذروته مع قيام متظاهرين مصريين باقتحام مبنى السفارة "الإسرائيلية" في التاسع من سبتمبر الماضي.