مرت مصر بساعات عصيبة مؤلمة لكل مواطن مصرى شريف، ومخلص، فقد شاهدنا أحداث عنف غير مبررة راح ضحيتها عدد من أبناء مصر الشرفاء من المدنيين والعسكريين.
هذه الأحداث عادت بنا للخلف خطوات وألقت بظلال من الخوف والذعر على مستقبل الوطن، وبدلا من أن نتقدم للأمام لبناء دولة حديثة على أسس ديمقراطية سليمة، عدنا لنبحث عن الأمن والاستقرار والشك فى وجود أصابع خفية خارجية وداخلية تريد أن تقف أمام إرادة الغالبية العظمى من شعب مصر، ورغبتهم فى إقرار نظام ديمقراطى سليم.
أيها الأخوة المواطنون..
إن أخطر ما يهدد أمن الوطن هو العبث بملف الوحدة الوطنية وإثارة الفتنة بين المسيحيين والمسلمين من أبناء مصر العزيزة، وكذلك بين الشعب والجيش، ومناخ يتيح الفرصة لأعداء الوطن كى يعبثوا بأمنه ويثير الفرقة والشتات.. هذا هو الهدف، ولكننا لن نستسلم لهذه المؤامرات الخبيثة، ولن نقبل بالعودة إلى الخلف، فلا أحد من شعب مصر يقبل بهذا الخراب الذى شاهدناه اليوم، ومن الصعب أن نركن لفكرة أن ماحدث فى مصر خلال الساعات الماضية هو فتنة طائفية، ولكن المؤكد أنه مشهد من مشاهد هذه المؤامرة، وأثق فى قدرة المصريين على تجاوز الأمر، والفطنة لأبعاد هذه المؤامرة.
وإننى من هنا من نفس مكان الأحداث المؤسفة أدعو الشعب المصرى بكل طوائفه مسيحيين ومسلمين رجالا ونساء شيوخا وشبابا للتماسك والوحدة فى التصدى لهذه المؤامرات الدنيئة.. أدعو رجال الدين الإسلامى والمسيحى، ورجال الإعلام والفكر والثقافة والفن لتحمل مسئولياتهم الوطنية فى سد الثغرات فى نسيج الأمة، والتى تمكن مثيرو الفتن من النفاذ من خلالها للعبث بأمن وسلامة الوطن.
وقد عقدت اجتماعاً اليوم مع مجموعة وزارية (مجموعة إدارة الأزمة) وحضرنا معا لموقع الحدث، وفى الحقيقة كانت المشاهد هنا مؤلمة للغاية، ومن هنا أدعو كل مصرى ألا يستمع لشائعات تصاغ هنا وهناك، وألا يتحرك بناء على وشاية أو ادعاء خبيث، فالوطن فى خطر نتيجة هذه الأحداث المتلاحقة، والتى تعكس تربص واضح بمقدرات الوطن.
الإخوة المواطنون.. أثق فى وطنيتكم وإخلاصكم وإيمانكم بالله والوطن واحذروا الفتنة بينكم، فالفتنة نائمة لعن الله من أيقظها.