كثفت السلطة الفلسطينية هجومها على مبعوث اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط توني بلير، مشيرة إلى أن انحيازه الدائم لطلبات إسرائيل يلقي بظلال من الشك حول مصداقيته ورغبته في التوصل لاتفاق سلام عادل للطرفين، بحسب صحيفة “جارديان” البريطانية، التى وصفته “ببغاء إسرائيل”، الذي يتولى مهمته كمحام للدفاع عن شئونها ومردد لمطالبها. ونقلت الصحيفة عن نبيل شعث مسئول المفاوض الفلسطيني قوله إن انحياز بلير الدائم لإسرائيل وترديده لمطالبها باستمرار جعل القادة الفلسطينيين يدرسون بالفعل التقدم بطلب رسمي للرباعية لإبعاد بلير، لكنهم تراجعوا عن الطلب الآن. وأضاف شعث “الجميع لديه تحفظات حول أداء بلير، لكننا لا نريد إحراجه أكثر من ذلك.. وإذا كنا نريد أن نفعل ذلك علينا الانتظار حتى تهدأ الأمور”. وتقول الصحيفة إن الانتقادات لبلير تصاعدت في الآونة الأخيرة، رغم انه يتولى مهمة مبعوث الرباعية التي تضم الاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة والولايات المتحدة وروسيا منذ ترك رئاسة الحكومة البريطانية عام 2007. وأوضحت الصحيفة أن تصرف بلير وكأنه “محامي الدفاع” عن الإسرائيليين خلال النقاش داخل اللجنة الرباعية في يوليو الماضي دفعت الفلسطينيين للتشكيك في نواياه، والاعتقاد أنه لم يعد محايدا، إلا أنهم وصفوه بأنه “صديق شخصي، ورجل رائع وذكي للغاية وسجله مليء بالانجازات”. وأضاف شعث عندما تولى دور مبعوث الرباعية اعتقدنا أنه سيكون دعما حقيقيا للفلسطينيين، لكن دوره انخفض تدريجيا”. في الواقع، فإن اختصاص بلير يقتصر على تخفيف القيود الاقتصادية على الضفة الغربية وقطاع غزة والمساعدة في بناء الدولة، وعندما تولي دور الوسيط السياسي في الفترة التي تسبق تقدم الفلسطينيين بطلب للحصول على العضوية الكاملة في الأممالمتحدة، وقال شعث “كان يردد بالضبط ما يريده الإسرائيليون”.