تشهد مختلف الدول الإسلامية خلال الآونة الأخيرة ارتفاعًا واضحًا في معدلات قراءة سورة الكهف يوم الجمعة، سواء في المساجد أو عبر تطبيقات القرآن الكريم والمنصّات الرقمية، وذلك مع تزايد الوعي بفضل هذه السورة وما ورد بشأنها في الأحاديث النبوية. ويؤكد علماء الشريعة أن قراءة السورة في هذا اليوم المبارك تُعد من السنن الثابتة التي حث عليها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لما لها من نور وهدى وبركة. ويأتي هذا الإقبال في ظل انتشار الحديث الشريف: "من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين"، وهو ما جعل الكثير من المسلمين يجعلونها جزءًا من روتينهم الأسبوعي، بحثًا عن الأجر والسكينة. كما يوضح المختصون أن السورة تساعد في تعزيز الإيمان وترسيخ قيم الصبر والثبات، خصوصًا وأنها تضم أربع قصص رئيسية تحمل معاني الابتلاء والصمود وحفظ الدين. وفي المساجد، يلاحظ الأئمة أن عددًا كبيرًا من المصلّين يحرصون على تخصيص وقت قبل صلاة الجمعة أو بعدها لقراءة السورة، بينما تعمل بعض المراكز الدينية على تنظيم حلقات تعليمية لشرح معانيها. وفي السياق نفسه، أعلنت عدة منصّات إلكترونية أن سورة الكهف باتت ضمن أكثر السور استماعًا ومشاركة يوم الجمعة، ما يعكس الاهتمام المتزايد بتعزيز الارتباط بالقرآن عبر الوسائل الرقمية الحديثة. ويرى باحثون في الشأن الديني أن قصص السورة مثل قصة أصحاب الكهف، وصاحب الجنتين، وموسى مع الخضر، وذي القرنين تقدم للمسلم نماذج عملية للصبر على الفتن واتباع الحكمة الإلهية، وهو ما يجعلها محطّ تأمل وتدبر لدى فئات واسعة، خاصة الشباب. وتدعو المؤسسات الدينية الرسمية والجمعيات القرآنية في بيانات متتالية إلى المواظبة على قراءة القرآن الكريم عمومًا، وسورة الكهف خصوصًا يوم الجمعة، لما لها من أثرٍ عميق في تهذيب النفس وبث الطمأنينة في القلوب وتعزيز الارتباط بالكتاب الكريم.