مجلة تايم تحاور ترامب حول مروان البرغوثي: هل تؤيد الإفراج عن القائد الفلسطيني الأسير؟ في مقابلة حديثة مع مجلة «تايم» الأمريكية، تناول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عددًا من الملفات السياسية الساخنة، كان أبرزها الشأن الفلسطيني واتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي أُبرم مطلع الشهر الجاري. وخلال الحوار، طرحت المجلة سؤالًا لترامب حول القيادي البارز في حركة فتح مروان البرغوثي، المعتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2002. وسألت المجلة ترامب بشكل مباشر: «الكثيرون يرون أن مروان البرغوثي هو الشخصية الوحيدة القادرة على توحيد الفلسطينيين خلف حل الدولتين، ويتصدر استطلاعات الرأي كأبرز المرشحين المحتملين للرئاسة الفلسطينية، لكن إسرائيل ترفض الإفراج عنه رغم مطالبات عدة، بينها دعوات من رون لاودر، أحد أكبر داعميك. هل ترى أن على إسرائيل إطلاق سراحه؟». ورد ترامب قائلًا: «هذا السؤال طُرح عليّ قبل 15 دقيقة فقط من هذه المقابلة، وكان محور نقاش اليوم، وسأتخذ قراري قريبًا». وفي السياق ذاته، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 9 أكتوبر الجاري، أن إسرائيل لن تفرج عن مروان البرغوثي ضمن أي صفقة تبادل أسرى مقبلة، حسب ما نقلته صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية. ومن الجدير بالذكر إنه وُلد مروان البرغوثي عام 1959 في قرية كوبر شمال مدينة رام الله بالضفة الغربية، ويُعد أحد أبرز القادة الفلسطينيين وأكثرهم تأثيرًا في الساحة السياسية. يُنظر إليه كرمز للوحدة الوطنية والمقاومة، إذ لعب دورًا محوريًا في الحفاظ على التوازن بين العمل السياسي والكفاح الشعبي. انضم البرغوثي إلى حركة فتح في سنٍ مبكرة، وبرز نشاطه التنظيمي والسياسي حتى أصبح قائد الحركة في الضفة الغربية عام 1994 بعد توقيع اتفاق أوسلو. عُرف بموقفه المؤيد لحل الدولتين، وبقدرته على التواصل مع مختلف الفصائل الفلسطينية رغم الانقسامات السياسية. في عام 2002، وأثناء الانتفاضة الثانية، اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي، وحكمت عليه محكمة عسكرية بالسجن خمسة مؤبدات متتالية بتهم تتعلق بتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية. رفض البرغوثي الدفاع عن نفسه، مؤكدًا عدم اعترافه بشرعية المحكمة، قائلًا إنه "يؤيد المقاومة ضد الاحتلال، لكنه يرفض استهداف المدنيين". ورغم مرور أكثر من عشرين عامًا على اعتقاله، لا يزال مروان البرغوثي يحتفظ بتأثير كبير داخل المشهد الفلسطيني. فقد شارك من داخل السجن في صياغة "وثيقة الأسرى" عام 2006 التي دعت إلى إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، وتوحيد الصف الوطني خلف برنامج مقاومة منضبط يستهدف الاحتلال.
ومع تزايد الحديث مؤخرًا عن صفقة تبادل أسرى محتملة بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، تتجدد الدعوات لإدراج اسم مروان البرغوثي ضمن الصفقة، في ظل مخاوف إسرائيلية من أن الإفراج عنه قد يعيد خلط الأوراق السياسية ويمنحه دورًا قياديًا جديدًا على الساحة الفلسطينية.