في تطور دبلوماسي بارز، أكدت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر أن حركة حماس "لا مكان لها في مستقبل فلسطين"، وذلك غداة إعلان بريطانيا إلى جانب كل من كندا وأستراليا والبرتغال اعترافها رسميًا بدولة فلسطين، في خطوة وُصفت بأنها تحول تاريخي في مواقف هذه الدول الحليفة تقليديًا لإسرائيل. وقالت كوبر إنها أوضحت لنظيرها الإسرائيلي جدعون ساعر أن الاعتراف بدولة فلسطين هو "أفضل وسيلة لاحترام أمن إسرائيل وكذلك فلسطين"، مشيرةً إلى أن الحكومة الإسرائيلية لا ينبغي لها أن تقدم على ضم أجزاء من الضفة الغربيةالمحتلة كرد فعل على هذا الاعتراف الدولي. وجاءت هذه التصريحات في وقت تشهد فيه الساحة الدولية زخمًا سياسيًا، حيث أعلنت الدول الأربع الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين عشية اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بعد نحو عامين من اندلاع الحرب المدمرة في قطاع غزة. ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تحمل رسالة قوية لإسرائيل بأن المجتمع الدولي يتجه نحو تثبيت حل الدولتين رغم التعقيدات الميدانية والسياسية. وفي المقابل، حاولت الحكومة البريطانية ضبط سقف التوقعات، إذ صرّح ديفيد لامي، نائب رئيس الوزراء البريطاني، أن الاعتراف "لا يعني قيام الدولة الفلسطينية على الفور"، بل يجب أن يُنظر إليه كجزء من عملية سلام أوسع. وأضاف في حديث لشبكة سكاي نيوز أن هذه الخطوة "تهدف إلى الحفاظ على فرص حل الدولتين ومنع تآكلها أكثر". تباينت ردود الفعل حول الخطوة؛ ففي حين رحبت السلطة الفلسطينية بالاعتراف واعتبرته انتصارًا سياسيًا لقضيتها، نددت أوساط إسرائيلية بما وصفته ب "تسرع" في اتخاذ قرار يمس الأمن القومي الإسرائيلي. وفي الوقت نفسه، يتوقع محللون أن يثير الموقف البريطاني باعتبار لندن حليفًا استراتيجيًا لإسرائيل جدلًا داخليًا في السياسة البريطانية، خصوصًا في أوساط اللوبي المؤيد لتل أبيب. ويرى خبراء أن الاعتراف الغربي بدولة فلسطين، حتى لو كان رمزيًا في هذه المرحلة، قد يشكّل ضغطًا دبلوماسيًا إضافيًا على إسرائيل في ملف الاستيطان والضم، ويفتح الباب أمام دول أخرى في الاتحاد الأوروبي لاتخاذ مواقف مشابهة. غير أن تأكيد لندن على أن حماس خارج أي معادلة مستقبلية يعكس إصرارها على ربط الاعتراف بعملية سياسية مشروطة لا تتجاوز الهواجس الأمنية لإسرائيل. بذلك، يبقى المشهد معلقًا بين اعتراف سياسي يوسع مساحة فلسطين في الساحة الدولية، وبين واقع ميداني معقد تعترضه ملفات غزة والضفة والاستيطان، ما يجعل الاعتراف خطوة مهمة لكنها غير كافية بمفردها لبلوغ حلم الدولة الفلسطينية المستقلة.