أكد أحمد الياسري، رئيس المركز العربي الأسترالي للدراسات الاستراتيجية، أن اعتراف أستراليا بدولة فلسطين يأتي في إطار ما وصفه ب "الأخلاق السياسية"، موضحًا أن الخطوة تمثل موقفًا أخلاقيًا قبل أن تكون موقفًا سياسيًا تقليديًا. ضغوط من تيارات اليسار الغربي وأوضح "الياسري"، في حديثه مع الإعلامي كريم حاتم على شاشة "القاهرة الإخبارية"، مساء الأحد، أن الضغوط تتصاعد من تيارات اليسار الليبرالي في بريطانيا وعدة دول غربية، على خلفية التطورات في قطاع غزة وما وصفه ب "سياسات الاستعداء المستمرة لحكومة نتنياهو"، التي باتت تُقلق صناع القرار الغربيين. تراجع الثقة في حكومة نتنياهو وأضاف أن هذه الحكومات بدأت تدرك أن إسرائيل لم تعد شريكًا موثوقًا، بل تحولت إلى مصدر تهديد مباشر لمصالحها، الأمر الذي دفعها إلى التحرك سياسيًا ومحاولة وضع حد للأزمة الممتدة، بعد أن استغلتها إسرائيل لتحقيق مصالح ضيقة على حساب شركائها والمنطقة. براغماتية ممزوجة بالمثالية السياسية وأشار إلى أن الموقف الأسترالي يجمع بين البراغماتية والمثالية السياسية، وهو ما عكسه رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، عندما أكد أن الاعتراف بفلسطين يأتي في إطار دعم حل الدولتين، والتمهيد لوقف إطلاق النار في غزة، إلى جانب إطلاق سراح المحتجزين. ولفت إلى أن التحرك الأسترالي لم يكن منفردًا، بل جاء في سياق تنسيق دولي مع بريطانيا وكندا، بما يعكس تقاطع مواقف هذه الدول في التعاطي مع الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي. خصوصية أستراليا في المشهد الدولي واختتم الياسري تصريحاته بالإشارة إلى أن الجغرافيا والثقافة السياسية الأسترالية تمنح كانبيرا وضعًا خاصًا، إذ تتقاطع فيها الثقافة الغربية مع الجغرافيا الآسيوية، ما يدفعها إلى تبني مواقف أكثر توازنًا تراعي التفاهم الدولي وتحظى بقبول داخلي.