كثيرا ما كانت العلاقات الاميركية الاسرائيلية مثار تساؤل كبير في الاوساط العربية والغربية على حد سواء فعلى مدار سنوات طويلة من الانحياز الاميركي المستمر تجاه السياسة الاسرائيلية الا انه يمكن القول ان اللقاء الاخير بين اوباما ونتنياهو لم يكن على ما يرام. فقد شهد اللقاء الذي جمع باراك اوباما ونتنياهو في ال( 20 من مايو) ، بعد يوم واحد من القاء اوباما كلمته على الربيع العربي ،والتي ذكر اوباما فيها تأييده لاستخدم لحدود اسرائيل قبل حرب 1967 " في المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية ، في تطور جديد لم يصدر من قبل من الولاياتالمتحدة الداعم الرئيسي لاسرائيل والمنحاز دائما للموقف الاسرائيلي الرافض لذكر حدود 67 في اي مفاوضات عربية اسرائيلية. جلس أوباما ونتنياهو في البيت الابيض في الثاني والعشرين من مايو الماضي وانهالت عليهما الصور ليكون دليلا امام عدسات المصورين على متانة التحالف بين الولاياتالمتحدة واسرائيل. كان أوباما يراقب بصمت حين ظهر لمدة سبع دقائق ونصف على التلفزيون وتحدث عن حماقة وسخف نتنياهو مشيرا الى ان اسرائيل تحتاج في هذه اللحظات اكثر من أي وقت مضى للعودة الى ما "لا يمكن تبريره" بحدود 1967.
وكان أوباما غاضبا من نتنياهو ، الذي تجاهل في المفاوضات الحاسمة الحديث عن تبادل الأراضي والعودة الى حدود ما قبل 67 . وتلاعب أوباما كثيرا بالكلمات حول الاعتراف بالدولة الفلسطينة وحقوقها المشروعة في تقرير مصيرها ترك ذلك نوعا من سوء الفهم الكاذب فقد قال لمبعوث السلام في الشرق الأوسط ، جورج ميتشل: "الرأي الجماعي هنا هو أنه صغير ، وتفكيره السياسي جبان ومحدود الى حد ما" كما يمكن القول ان هناك مصادر فى الادارة تشارك بقوة في الجهود الرامية إلى دفع الطرفين إلى طاولة التفاوض. واضاف "هو ببساطة غير جاد في صنع السلام." كل ذلك واوباما يبدو امام الاخرين انه يعمل لصالح الفلسطينيين وضد الحليف الاستراتيجي اسرائيل خاصة بعد توتر علاقة اسرائيل مع دول الجوار في الشرق الاوسط مثل تركيا التي دخلت معها فيما يشبه الحرب بعد الاعتداء الاسرائيلي على اسطول الحرية والكرامة ومنع اسرائيل وصول السفينة مرمرة التي تحمل الدعم اللوجستي للفلسطينيين . وتشهد اسرائيل حاليا حالة من العزلة الشرق اوسطية بعد موقفها المتشدد مع تركيا ورفضها الاعتذار عن قتل بعض الاتراك على اسطول الحرية والكرامة كل ذلك دفع اوباما ان يظهر نوعا من التشدد الظاهري في الحديث عن اسرائيل ووجوب الانصياع للربيع العربي واستغلال حالة المد الثوري العربي في تحقيق مكاسب اميركية في المقام الاول تعود بالنفع على اسرائيل في المقام الثاني . وعندما تعرضت السفارة الاسرائيلية في القاهرة لهجوم من الثوار وتم انزال العلم الاسرائيلي منها وما تبعه من مغادرة طاقم السفارة القاهرة والعودة الى تل ابيب، طلب نتنياهو المساعدة من أوباما لانقاذ ستة اسرائيليين محاصرين داخل المبنى ودعا اوباما المصريين لاطلاق سراح هؤلاء المحتجزين في سفارتها في اسلوب متشدد منه تجاه المصريين ليظهر حقيقته الداعمة لاسرائيل بلا جدال في ذلك . هنا يظهر موقف اوباما الداعم لاسرائيل والذي يحاول دائما ان يجنبها اي مواقف عدائية داخل المنظمات الدولية باستخدام الفيتو في مجلس الامن ضد اي قرار لا يكون في صالح اسرائيل او من خلال الضغط على اي دول توتر علاقتها مع اسرائيل مثلما حدث في الفترة الاخيرة مع تركيا وهو ما دعا اوباما يظهر في صورة الحمل الوديع ويطالب تركيا ان تعيد علاقتها الطبيعية مع اسرائيل وتجاوز مرحلة التوتر ليحقق اوباما لاسرائيل الامان الذي تنشده دائما وترتكب من أجله الكثير من الخروقات والاعتداءات بحق الفلسطينيين وايضا تدعي بتهديدات نووية ايرانية يقف اوباما امامها داعما لاسرائيل بشكل واضح تماما . من هنا يظهر اوباما على حقيقته اليهودية الداعمة لاسرائيل حتى وان اظهر غير ذلك .