تشهد مقاهي النرجيلة اقبالا ملحوظا لاسيما في المدن والأحياء الأميركية التي تعج بالجالية العربية من مختلف الأصول. حيث يتزايد تهافت الناس عليها من مختلف الأعمار، حتى أصبحت جزءا مهما من حياتهم فدأبوا على تدخينها معظم الأوقات وخصوصاً في فصل الصيف. ويقول محمود أبو عيد صاحب مطعم ومقهى (زمزم الشهير) في مدينة أوكلاهوما سيتي في ولاية أوكلاهوما: ”على الرغم من توافد الزبائن اليومي للمحل، إلا أن للصيف مذاق خاص. فحرارة الجو لا تمنع الناس من الخروج والسهر وقضاء أمتع الأوقات بصحبة النرجيلة. ويزدحم المكان بالمرتادين من الجنسين، رجالاً ونساءً، طالبين النرجيلة"، ثم يضيف :”فاستخدامها يعيطيهم شعوراً بالراحة والإسترخاء بعد عناء يوم طويل.
أما محمد، وهو أميركي من أصل لبناني يذهب أحيانا في نهاية عطلة الأسبوع للمقهى للجلوس وتبادل الأحاديث مع الأصدقاء وتدخين النرجيلة، فيقول:” أتي أسبوعيا للمقهى لتدخين النرجيلة بصحبة العائلة، فالقدوم هنا والتدخين على أنغام الموسيقى يعطيني احساساً بالراحة والحنين للوطن.
حظر السلطات
وعلى الرغم من الحظر التي تفرضه السلطات حول هذا النوع من التدخين الذي تعتبره مضرا بالجو العام، إلا أن الكثير من المطاعم العربية في جميع الولايات استطاعت التحايل على هذا القانون وبدون الخروج عنه. فالكثير منها استطاعت انشاء أماكن مخصصة خارج المحال محاطة بمظلات لتدخين الشيشة على أن يكون المكان مقتصرا على استعمال النرجيلة والا يكون ذلك المكان مخصصا لتناول الأطعمة.
محمود أبو عيد صاحب مقهى زمزم فيقول أبو عيد: "قانون التدخين في أميركا لا يجرم استخدام النرجيلة ولكن يحظره في الأماكن المغلقة داخل المطاعم ،المقاهي ، والأماكن المغلقة والعامة المفتوحة، ولكنه لا يمنعها في حال تم استخدامها في أماكن شبه مغلقة ومنفصلة ومخصصة لها، لذلك قمنا بتخصيص مكان خارج المحل محاط بمظليات لاستخدام النرجيلة وتناول الطعام فيما لو رغب الزبون وبدون الخروج عن القانون."
أما سعد وهو صاحب نادى "قلبي" الليلي فيقول: ”النرجيلة كالتدخين ونحن نسمح بها في محلنا والقانون لا يمنع بذلك. فبجانب تقديمنا للمشروبات الروحية نقدم النرجيلة للزبائن الراغبين بتناولها وبدون أي تحايل على القانون وفي الأماكن المخصصة لها."
كما تتبع النرجيلة قانون التدخين حيث لا يسمح بتعاطيها لمن هم دون الثامنة عشر من العمر. وفي حال استخدمها أشخاص قاصرون يتم اغلاق المكان من قبل المسؤولينعن البلدية في المدينة، وهذا القانون يشمل جميع الولايات الأميركية. ويؤكد أبوعيد على أن ادارة مطعم زمزم صارمة في التعامل مع هذا الأمر وتطبق القانون دوما فلا تسمح لمن هم دون الثامنة عشر بتدخين النرجيلة، وعند دخول فئة الشباب المكان لطلبها يتم طلب هوياتهم للتأكد من أعمارهم، و لا يسمح لهم بالجلوس مع المدخنين إلا بصحبة عوائلهم".
ومن جهته، يقول مجدي الذي يعمل في مطعم للمأكولات العراقية في مدينة دربون في ولاية ميتشيغان إن القانون هناك لا يسمح باستخدام النرجيلة في المطاعم لذلك "قمنا بتخصيص مكان جانبي خارج المحل ومحاط بمظلية مخصصة للتدخين واستخدام الأراكيل فقط وفي حال رغب الزبون في تناول الطعام ، يتم ارسال الطلبات في داخل كونتينرات ورقية في داخل آكياس وكأن الزبون هو من آحضرها معه وليست مقدمة من المحل."
آصدقاء النرجيلة من الجنسن
ولم يعد استعمال النرجيلة مقتصرا على الرجال فقط كما كان في الماضي بل أصبح تقليداً حضارياً وموضة عامة بين مستخدميها من الجنسين من جميع فئات المجتمع العربي في أميركا والذي يشمل الرجال والنساء على السواء. فلم يعد استخدام النساء والفتيات للنرجيلة مشهدا مستهجنا كالسابق، ولكن ما يمكن أن يكون مستغربا هو هذا الكم الهائل من المستخدمات الإناث سواء في الأماكن العامة أو حتى في الزيارات المنزلية. وهذا ما تأكده الإعلامية سارة حركاتي المقيمة في مدينة دربون في ولاية ميتشيغان: ”آخر عشر سنوات أصبح شائعاً رؤية امرأة تدخن النرجيلة في المقاهي العربية أو حتى الفتيات الصغيرات واللاتي لم يتجاورن العشرين. وأحيانا هناك صالات خاصة بالنساء داخل بعض المقاهي منفصلة تماما عن الرجال، تجلس فيها النساء لتدخين الأراكيل، كما تقول الفتاة آية آبنة العشرين ربيعا والتي تتحدر من آسرة عربية لبنانية: ”نأتي أنا وصديقاتي هنا بين الحين والفينة لقضاء أوقات جميلة بصحبة النرجيلة مع أني لست مدمنة على تدخينها."
آما نادية ذات الواحد والعشرين ربيعا فتقول: ”أهلي يعلمون أنني أدخن النرجيلة ولا مانع لديهم ، فتدخينها آصبح عادي جدا."
وقد بات تدخين النرجيلة غير محسوب على العرب فقط بل تعداه ليصل للجنسيات الأخرى فالكثير من اليابانين والأميركين والهنود والباكستانين يأتون لتدخينها في المقاهي العربية، بل وكثير من المطاعم الباكستناية والهندية أدخلتها للمحل وأوجدت قسما خاصا بها في منافسة واضحة مع المقاهي العربية لجذب الزبون لهم.
وتقول كارلا بيتر الطالبة في السنة الرابعة في جامعة (يو سي أو) الأميركية: "آتي أحيانا مع صديقتي إلى هنا لتدخين النرجيلة. فقد تعودت عليها كثيرا واحببت استخدامها بعد أن كنت استهجنها وكنت اعتقد أنها لتعاطي الحشيش او الماريجوانا. ثم تضيف: ”تعملت عليها من صديقتي العربية التي تأتي عادة للتدخين هنا."
طقوس النرجيلة
ولتدخين النرجيلة في المقاهي العربية في أميركا طقوس جميلة يمارسها أصحابها فلا تحلو الجلسة كما يقولون إلا باكتمال النصاب. فمثلا مع حلول المساء يأتي الكثير من الشباب للجلوس وتدخين النرجيلة مع لعب ورق الكوتشينة (الشدة) أو لعب الطرنيب وسماع الأغاني العربية الطربية وآحيانا مشاهدة التلفريون، لمتابعة مباراة أ و برنامج مع تناول القهوة والشاي، إضافة لتناول العشاء بصحبة الأصدقاء.
أما النساء فغالباً ما يصطحبن النرجيلة الخاصة بهن معهن أثناء تبادل الزيارات المنزلية ويتم تحضير القهوة والمكسرات للجلوس والحديث. وفي المقاهي، يحضرها العامل قي المقهى مع القهوة والشاي وبعض الفطائر او المقبلات وتكون الجلسة مليئة بالثرثرات النسائية والنميمة التي لا يكاد مجلس نسائي يخلو منها.
وعن رواجها بين فئة الشباب من الجنسين وغير العرب.يقول محمد آبو عيد: ”بعض الزبائن لديهم طقوس معينة فتجد الكثير منهم يأتي يوميا بعد السابعة مساء للإجتماع بأصدقائه ويتم خلال الجلسة تناول المشروبات كالعصير آو القهوة والشاي والمكسرات ولعب ورق الكوتشينة.:
ماركات النرجيلة
وتتوفر النرجيلة في المطاعم والمقاهي بنكهات مختلفة تصنف حسب الجودة والطعم فمنها ما يعد ستاربز أكساتيك وهو العالي الجودة ومنها ما يعد كلاسيك وهو العادي الجودة. ويعد معسل التفاح الأكثرا رواجا بين المرتادين للمقاهي يليها الغريب والميلون والميكس فروت.