أوقفت بطلة سباحة المسافات الطويلة الأمريكية ديانا نياد عن محاولتها الثالثة لقطع المسافة الفاصلة بين كوبا وفلوريدا في الولاياتالمتحدة، وقدرها 166 كيلومترا، وذلك بعد أن تعرَّضت للسعة خطيرة من قبل قنديل بحر. فقد أُرغمت السبَّاحة البالغة من العمر 62 عاما على إنهاء محاولتها لتسجيل رقم قياسي في السباحة بعد أن حذَّرها الأطباء من أنَّ لدغة أخرى من قنديل البحر "Portuguese Man-Of-War" (رجل الحرب البرتغالي) قد تشكِّل تهديدا خطيرا لحياتها. *
* ومنذ انطلاقها في رحلة التحدِّي من هافانا يوم الجمعة الماضي، كانت نياد قد قطعت مسافة 79 كيلومترا في مياه مليئة بأسماك القرش عندما أبلغها الأطبَّاء بخطورة متابعة رحلتها. 40 ساعة لكن نياد قالت في بيان نشرته على موقعها على شبكة الإنترنت أنَّها قرَّرت إيقاف محاولتها في تمام الساعة الحادية عشرة بالتوقيت المحلِّي من يوم السبت (الساعة 1500 بتوقيت غرينتش)، وذلك بعد أكثر من 40 ساعة على بداية الرحلة. وأضافت: "لقد أبلغني الفريق الطبي أنَّه يتعيَّن عليَّ ألاَّ أمضى ليلتين أخريين في الماء، وبالتالي أواجه خطر التعرَّض للسعات إضافية لقنديل رجل الحرب ذاك، والتي قد يكون لها أثر تراكميٌّ على الجسم على المدى البعيد". وأردفت قائلة: "لكن، بالنسبة لأيٍّ منَّا، أوليست الحياة أمراً يتعلَّق بتحديد خط النهاية لأحدنا؟ لقد كانت هذه الرحلة دوما حول بلوغ شاطئك الآخر، بغض النظر عن ماهيَّة هذا الشاطئ، وأن يتواصل الحلم". وكانت ابنة ولاية لوس أنجليس تطمح من خلال محاولتها لتحطيم الرقم القياسي المسجَّل باسمها في السباحة في المياه المفتوحة بدون استخدام القفص الواقي من أسماك القرش. نوبة ربو "بالنسبة لأيٍّ منَّا، أوليست الحياة أمراً يتعلَّق بتحديد خط النهاية لأحدنا؟ لقد كانت هذه الرحلة دوما حول بلوغ شاطئك الآخر، بغض النظر عن ماهيَّة هذا الشاطئ، وأن يتواصل الحلم" ديانا نياد، بطلة سباحة أمريكية للمسافات الطويلة يُشار إلى أنَّ نياد كانت قد أعلنت في محاولتها السابقة للسباحة بين كوبا وفلوريدا، والتي قامت بها في شهر أغسطس/آب الماضي، أنَّها لن تكرِّر المحاولة التي أُرغمت على إنهائها بسبب نوبة ربو انتابتها في حينها. وقد استخدمت نياد في محاولتها السابقة قفصا للحماية من أسماك القرش، لكنَّها كانت قد استعاضت عن القفص بأجهزة تولِّد تياراً كهربائياً يكفي لإبقاء أسماك القرش بعيدة دون أن تؤثِّر على الإنسان. وكانت الخطَّة تقضي أيضا بأن تعمد زوارق غواصين إلى الدفع اللطيف لأي أسماك قرش قد تحاول الاقتراب منها طوال الرحلة. ولفتت نياد إلى أنَّها باتت تنظر إلى تجربة أغسطس/ آب الماضي على أنها "بروفة عشوائية". خطوة "ملهمة" ولفتت نياد إلى أنَّها تأمل بأن تلهم خطوتها آخرين على العيش حياة نشيطة مع تقدُّمهم في السن، وأن تساهم بتعزيز التفاهم بين الولاياتالمتحدةوكوبا. يُذكر أن السبَّاحة الأمريكية كانت قد قامت في عام 1978 بمحاولتها الأولى لقطع المسافة المذكورة، وكانت تبلغ في حينها من العمر 28 عاما. لكنَّ اضطراب مياه المحيط أرغمها على إنهاء تلك المحاولة دون إكمالها. يُذكر أن السبَّاحة الاسترالية سوزان ماروني كانت قد قطعت المسافة المذكورة في شهر مايو/أيار من عام عام 1997، حيث سبحت داخل قفص حماها من أسماك القرش.