يعد مشروع السكك الحديدية بسيناء هو أهم محاور التنمية بسيناء كما لعبت القطارات في العهد القديم بسيناء ومنذ اكثر من ستين عاما دورا هاما حيث كانت تقوم بنقل الركاب من كافة الجنسيات العربية من القاهرة والى فلسطين والأردن وسوريا ولبنان والعراق وحتى تركيا. كما كانت تقوم القطارات بنقل الجنود المصريين من وادي النيل إلى سيناء وغزة حتى جاء العدوان الإسرائيلي على سيناء ونكسة 67 فكان خط القطار هو أول أهداف قصف الطيران الحربي الإسرائيلي لما يشكله قطار سيناء من قلق بالغ لإسرائيل كونه احد الوسائل السريعة لنقل حشود المواطنين إلى حدود إسرائيل بسرعة وبأعداد كبيرة. خاصة وان المراحل المتبقية لمشروع القطار الراهن تشمل وصول القطار إلى حدود مصر الدولية برفح على أن تستكمل المرحلة الثانية من المشروع بمد خط السكة الحديد من بئر العبد وحتى العريش بطول 77 كم وينتهي المشروع بالمرحلة الثالثة من العريش وحتى رفح بطول 59 كم بالإضافة إلى وصلة للقطار من العريش وحتى المنطقة الصناعية بوسط سيناء بطول 60 كم لنقل المنتجات الصناعية من وسط سيناء وحتى ميناء العريش. و يبلغ إجمالي طول خط السكة الحديد 225 كم من الإسماعيلية / العريش / رفح ، ويتضمن الخط 13 محطة تم الانتهاء من 6 محطات منها هي القنطرة شرق / جلبانة / بالوظة / رمانه / نجيله/ بئر العبد بتكلفة قدرها 320 مليون جنيه من الفردان حتى بئر العبد بطول 100كم كمرحله أولى وتضم المرحلة الثانية بطول 125كم 7 محطات (التلول / الروضة / الميدان / العريش / الريسة / الشيخ زويد / رفح ) بالإضافة إلى وصلة شرق بورسعيد بتكلفة 800 مليون جنيه . وتهدد سرقة قضبان السكك الحديدية الخاصة بالمرحلة الأولى من المشروع وتعد نوع من الضعف الأمني الغير مسبوق الذي أعطى للعصابات المسلحة الضوء لنهب 100 كم خط السكة الحديد. والسؤال هو كيف نجحت العصابات المسلحة في اقتلاع 100 كم من قضبان السكك الحديدية باستخدام أنابيب لحام أوكسجين وسيارات نقل واسفرت سرقة القضبان عن خسائر بالمرحلة الأولى تجاوزت 50 مليون جنية وتتطلب بداية تنفيذ المرحلة الثانية إحياء المرحلة الأولى التي تعرضت للسطو والتخريب وكانت هناك تساؤلات خطيرة هل إسرائيل كانت سببا غير مباشرا لتخرب وعرقلة مشروع قطار السكك الحديدية بسيناء.؟
وهل الحكومة السابقة تعمدت تعطيل مشروع تنمية سيناء قبل أن يكتمل خاصة مشروع السكة الحديد، الذي طالب ب"محاكمة المسئول عن وقف العمل فيه بالإضافة إلى مشروع ترعة السلام حيث لم يصل المستهدف من تعمير سيناء نسبة 15%، رغم أنه المعروف أن العقليات الإسرائيلية تعتبر أن سيناء أرض إسرائيلية يجب أن يعاد احتلالها. وتوقف العمل بخط سكة حديد الفردان- العريش منذ 10 سنوات عند مدينة بئر العبد بعد أن قطع 70 كم بداخل سيناء، وكلف خزينة الدولة 700 مليون جنيه (127 مليون دولار)، ولم يسر عليها القطار إلا لمدة شهرين، تعرض بعدها الخط لسرقة 20% من قضبانه نتيجة توقف العمل. وكنتيجة لهذا التباطؤ في تنفيذ مشروع تنمية سيناء اسفر عن انخفاض عدد سكان وسط سيناء من سبعين ألف نسمة قبل 10 سنوات إلى 35 ألف نسمة ، بسبب "الهجرات الجماعية" من المنطقة التي هربت من تدهور أحوال المعيشة والخدمات، رغم أن المأمول فور تحرير سيناء كان اعمارها وليس تفريغها.