إن العمل والأمل من المبادئ الدينية السامية. فالكتب السماوية تحث الإنسان على العمل بإتقان وأمانة وأن يكسب رزقه بالاجتهاد والسلوك الحسن لتحقيق الأمل. فنجد أن فكرة العمل مأخوذة من تعاليم السمو الإلهى الذى عمل لخلق السماء والأرض فى ستة أيام واستراح فى اليوم السابع. فجاء فى سفر التكوين بالتوراة أن عندما نظر الله لعمل يديه قال عنه أنه «حسن جدًا» أى أنه ثمرة لعمل متميز متقن. وفى قول آخر «لقد خلق الله الإنسان لكى يعمل معه على الأرض. فقام الله بغرس الجنة ووضع آدم بها لكى يزرعها ويحافظ عليها»، ويًعد هذا تكليفًا من الله بالعمل حيث إن الزراعة تُعنى حدوث النمو والتطور والحفاظ عليها من الفساد أو الفشل. ومن المبادئ الكتابية الأخرى عن العمل: أن العمل ليس لفائدة العامل فقط بل أيضا لفائدة الآخرين، وأن العمل عطية من الله، وهو يباركه لشعبه، وأن الله يؤهل شعبه للعمل. وجاءت كلمة الله فى الإنجيل المقدس فكان توجيه الرسول بولس لمن يفضلون عدم العمل بأنه «إذا كان أحد لا يريد أن يشتغل فلا يأكل أيضا، ومثل هؤلاء نوصيهم ونعظهم بما جاء به السيد المسيح الذى قال طعامى أن أعمل مشيئة الذى أرسلنى وأتمم عمله». وجاء القرآن الكريم للتأكيد على أهمية العمل فقال الله تعالى» وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون»، وقوله تعالى الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا عظيما» وغيرها من الآيات السامية التى تحثنا على العمل لكسب الرزق على الأرض والأجر السماوى فى الآخرة. وعن الأمل فتدعو الأديان السماوية على الأمل والفرح حيث يقول الرب «عرفت أنه ليس مهم لهم خيرًا، إلا أن يفرحوا ويفعلوا خيرا فى حياتهم، وأيضا أن يأكل كل إنسان ويشرب، ويرى خيرا من كل تعبه، فهو عطية الله». ويقول الرب «غنى البطل يقل والجامع بيده يزداد» و«لأنى عرفت الأفكار التى أنا مفتكر بها عنكم، يقول الرب: أفكار سلام لا شر ولأعطيكم آخره ورجاء». وقول الله تعالى «الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب»، «ولا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض» وقوله تعالى «فمن عمل مثقال ذرة خيرًا يره، ومن عمل مثقال ذرة شرًا يره». أضف إلى ذلك الأمثال الشعبية المتوارثة والمتناقلة عبر الأجيال والمأخوذة من الخلق الحسن وأقوال الله عز وجل الذى لا ينسى أحدًا من عباده « كالإخلاص فى النية وفعل الخير له ثواب وأجر عظيم، وأن لكل مجتهد نصيب». هذا يجسد قيمة العمل والأمل لدى البشر ومن ثم نستلهم من كلمات وعمل الله قيمة العمل والأمل مهما تعاظمت الصعاب والتحديات. إن العالم يمر بظروف اقتصادية وبيئية ومناخية وحروب سببها بعض البشر الذين يروجون لمفاهيم وحقوق لأجناس غريبة على تعاليم الله والأديان السماوية. الأمر الذى يزيد من الأعباء الملقاة على عاتق الشعوب فى جميع أنحاء العالم ويؤثر سلبا على طموحات الناس وآمالهم. إن جميع المصريين على يقين بالوضع الذى تمر به البلاد والمشاكل المتراكمة التى أثرت سلبا على التنمية الاقتصادية والبشرية، وأصبح المواطنون على علم بما يدور فى دول العالم المختلفة وما لحق بهم من أذى جراء السياسات السابقة، والجهود المبذولة لإعادة الكرامة الإنسانية وتوفير حياة كريمة للجميع. إلا أن الأمل لا يتحقق إلا بطرح المسئولين والحكومة لتصور الحلول للمشكلات الراهنة والاستعداد لمواجهة المستقبل وتحدياته، وفتح طاقات الأمل أمام الناس وتشجيعهم على العمل لتحقيق الأمل.