يقول الله جلّ شأنه:Mوَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىL، فخير ما يتزوّد به المسلم فى حياته لآخرته من العمل الصالح قياساً على ما يتزوّد به الحاج فى رحلته فالزاد عند كل منها زاد معنوى لأن الإنسان بعد موته لا يبقى معه إلا عمله فمن يعمل مثقال ذرةٍ خيراً يره. ومن يعمل مثقال ذرةٍ شراً يره. والحاج فى حجه زاده معنوى أوله حسى من مال وطعام ومعاملات توصل إلى خير زاد وهو أن يتقى عذاب يوم القيامة من صالح الأقوال والأفعال وملخصها فعل الأوامر واجتناب النواهى والتقوى العمل بالتنزيل والخوف من الجليل والرضا بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل. فيجب أن نتمثل قول الله تعالى: Mوَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إلى اللّهِ وقوله تعالى وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراًL. ونقتدى بالنبى y: (اتقِ الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن) وقوله صلى الله عليه وسلم: (التقوى هاهنا ويشير إلى صدره)، وذلك إشارة إلى أن محلها القلب، فالمراد بالأعمال على القلوب والتقوى محلها القلب وهى خير زاد يتزوّد به الحاج فى حجه وعند أداء نسكه حتى يكون حجه مبروراً وسعيه مشكوراً. وهو خير زاد يتزود به أى مسلم. رزقنا الله التقوى وجعلنا من الفائزين فى الدنيا والآخرة.