العجز المائي في مياه الري في محافظة الفيوم وعلاقته ببحيرة قارون: يرتبط نظام الصرف ارتباطا وثيقا بنظام الرى، لدرجة أن بعض التقديرات ترى أنه لابد أن يتوفر لكل كيلومتر واحد من ترع الرى – خاصة الرى بالراحة – واحد كيلومتر من المصارف إلا أن ذلك لا يتحقق فى مصر عموما.. ففى الفيوم يتوافر لكل كيلومتر واحد من ترع الرى نصف كيلومتر من المصارف تقريبا. ومن ناحية أخرى فإننا لايمكن أن نغفل عن الوضع العكسى الذى تنفرد به الفيوم حيث يتحكم نظام الصرف بها فى نظام الرى وكميته، فمن الطبيعى فى سائر أنحاء مصر أن تحدد كميات المياه الواردة للرى كميات المياه المنصرفة لهذا الغرض..أما الفيوم فالصرف بها هو العامل المحدد والمسيطر فى المعادلة الهيدرولوجية.. وبتحديد أكثر فإن منسوب مياه بحيرة قارون هوالذى يحدد كمية مياه الرى التى يمكن أن تطلق إلى الفيوم للزراعة. وفى النهاية نرى العلاقة بين الرى والصرف بالفيوم لاتتوافق مع أى بقعه أخرى من الأراضى ومن هنا كان اختلال التوازن البيئى والاستغلال الاقتصادى للموارد القائم عليها.فنرى أن مصدر الإختلال فى التوازن بين البحيرة والمقنن المائى هو عند زياده المقنن المائى فأنة يزداد بذلك كميات التصريف من الاراضي الزراعية حيث أن الرى بالغمر، حيث يتسرب كميات هائلة إلى طبقات الارض السفلى، بعد عمل الصرف المغطى، فان تلك الكميات المتصرفة والزائدة عن حاجة الارض إلى مصارف فرعية ومنها إلى مصارف رئيسية لتصب فى بحيرة قارون. وتعد بحيرة قارون خزان لمياه الصرف لمحافظة الفيوم حيث تستقبل سنويا حوالى 400 مليون م3/عام من مياه الصرف الزراعي، والمخلفات الصحية والصناعية عن طريق ثلاثة مصارف رئيسية هي،(مصرف البطس، ومصرف الوادي، ومصرف ًدايرالبركة ).، بالإضافة إلي أكثر من اثنتي عشر مصرفا. وبصفة عامة تؤثر المياه الجوفية بشكل واضح في تغير مناسيب البحيرة، حيث يوجد نوعين من التبادل بين كل من البحيرة والمياه الجوفية، فعند ارتفاع منسوب المياه الجوفية عن منسوب البحيرة وذلك في أشهر الخريف والشتاء لزيادة مقننات الري في تلك الشهور يكون هناك نوع من الجريان المائي متبادل من المياه الجوفية إلى البحيرة، ويحدث العكس في أشهر الصيف والربيع حيث يرتفع منسوب البحيرة عن منسوب المياه الجوفية، الأمر الذي يؤدى إلى جريان متبادل من البحيرة نحو المياه الجوفية. حيث تكمن المشكلة عند زيادة المقنن المائى إلى المحافظة فى الآتي: 1 -زيادة منسوب مياة الصرف أدى إلى ذهاب تلك المياة فى جداول إلى الاراضي الزراعية المجاورة والقرى المجاورة فتتسبب فى غرق كثير من تلك المناطق المجاورة وقد بلغ زيادة منسوب مياة البحيرة أقصاة فى 1991 وقد تم التحكم والسيطرة فى إدارة المياة ثم تكررت هذة المشكلة فى 2000،مما لزم الأمر لخفض مياة الرى. 2 - زيادة نسبة البخر من اليحيرة أدى إلى فقد حوالى 350 مليون م3 من مياة البحيرة مما أدى إلى إرتفاع نسبة الملوحة فى البحيرة حيث إن متوسط درجات الحرارة وصلت إلى بمحطة شكشسوك 21°م، وتبلغ العظمي 29 درجة مؤية والصغرى 14.22°م، والمدى.15°م وترتفع الحرارة في فصل الصيف مما يؤدي إلي زيادة معدلات ملوحة مياه البحيرة نتيجة ارتفاع معدلات البخر تراوحت قيم الملوحة بمياه البحيرة بين 22 إلى 38 جرام/لتر،مما أثر ذلك على الثروة السمكية وانقراض انواع عديدة من اصناف الاسماك التى لا تتحمل الملوحة، لذلك فقدت الفيوم جزء كبير من الدخل المحلى. 3 - هناك مشكلة أخرى وهى ان حواف البركة تعرضت بفعل الرياح إلى الردم مما أثر على مساحة البحيرة التى تستوعب كميات هائلة من الصرف. ونظرا لأن مساحة البحيرة حوالى 55 الف فدان الا إنه ا تضيف بتلك الكميات من مياة الصرف الزراعى، لذلك في عام 1974، تم شق قناة بطول تسعة كيلومترات، ونفق يصل إلى ثمانية كيلومترات، عبر الصحراء من الجانب الغربي لمنطقة الفيوم المنخفضة، وأصبحت مياه الصرف بعدها تتدفق إلى وادي الريّان مشكلة بحيرتين كبيرتين. تصل المياه أولا إلى البحيرة الشمالية، وعندما تتعدى طاقتها الاستيعابية؛ يتدفق الماء منها إلى جدول نحو أعمق جزء من المنخفض مشكلا البحيرة الثانية. وبسبب تآكل مجرى الجدول؛ بدأت الصخور الطبيعية بالظهور وتشكلت الشلالات. جذبت شلالات وادي الريان في مصر السكان المحليين بشكل كبير، حيث أن معظمهم لم يروا شلالات من قبل.تفرعت تلك الشلالات إلى أخرى صغيرة لايزيد ارتفاعها عن إثنين إلى أربعة مترات، وبالرغم من ذلك، فقد جذبت السكان المحليين بشكل كبير، حيث أن معظمهم لم يروا شلالات من قبل،.على أية حال، لن تبقى هذه الشلالات للأبد، حيث أن مستوى البحيرة السفلى في ارتفاع مستمر، ولن تستمر المياه في التدفق عبر الشلالات، إلا إذا ارتفع معدل تبخر المياه في البحيرة بما يساوي كمية المياه التي تصب فيها، أما إذا استمر مستوى مياه البحيرة في الإرتفاع، ستختفي الشلالات تدريجًا، وتندمج مع البحيرة.، أصبحت جوانب البحيرة الآن مغطاةً بالنباتات، مما جعلها موطنا شتويا مناسبا للطيور المهاجرة، ومكان مثالي لتربية الأسماك. تعتبر المنطقة الآن محمية طبيعية وتعد موطنًا لأكبر عدد من الغزلان (نحيلة القرن) في العالم، بالاضافة إلى ثمانية أنواعٍ أخرى من الثدييات وثلاثة عشرَ نوعا من الطيور المراجع //(هناء نظير، 2011) معهد بحوث المياة 2013 بقلم د/ياسر سعيد عبد الرازق باحث فى الاقتصاد الزراعى