سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بحيرة قارون تصرخ من التعديات.. تستقبل 69% من صرف محافظة الفيوم.. الإهمال يرفع الملوحة إلى 300%.. مشروع لإنشاء نظام «فلاتر» لتنقية مياهها.. وخطة لتصفية 35% من الملوثات العضوية للحفاظ على الثروة السمكية
يعتقد البعض أن بحيرة قارون بمثابة مكان للاستجمام أو التنزه به، لكن من يظنون ذلك ربما لم يزرها منذ زمن طويل أو لم يروها قط، لأن رائحة الصرف الصحى التي تفوح من مياهها تزكم الأنوف بعد أن تحولت من واحدة من أكبر البحيرات ذات الإنتاج السمكى الكبير في مصر إلى وعاء لمصارف محافظة الفيوم، قضت على الأخضر واليابس بالبحيرة وغيرت الطبيعة البيئية فيها من العذبة إلى المالحة. نظام فلاتر ولعلاج ذلك، بدأت هيئة تنمية الثروة السمكية في إنشاء نظام "فلاتر" متطور أمام بحيرة قارون بغرض تنقية البحيرة من الملوثات العضوية الثقيلة التي تلقى فيها من مصارف "البطس والوادي" و12 مصرفا فرعيا آخر، وانتهت الهيئة من أعمال 1 كيلومتر من المشروع الذي سيمتد ل15 كيلومترا على الطرف الشرقي للبحيرة بعمل جسر مائي على شكل حرف "u" تتجمع فيه مياه المصارف قبل أن تمر ب"الفلاتر" التي يتم تثبيتها في محطة التصفية. 35% وقالت مصادر بالهيئة، إن المشروع يصفي نحو 35% من المخلفات الصلبة التي تلقى في بحيرة قارون والتي تستقبل نحو 69% من الصرف الصحى والزراعي والصناعي لمحافظة الفيوم. وأضافت المصادر، أن من المخطط أن يصبح جسر المياه الموازي لمحطة التنقية تلك هو المصدر الوحيد لدخول المياه إلى البحيرة خلال السنوات المقبلة لضمان تخفيض نسب الملوثات العضوية التي تلقى في البحيرة سنويا، مشيرًا إلى أن مصرف "البطس" وحده يصب نحو 24 مترا مكعبا من مياه الصرف الثقيلة في البحيرة بالثانية الواحدة. نسب الملوحة وتعانى بحيرة قارون من عدة أزمات تهدد الحياة البحرية، فيها أولها زيادة معدل البخر بحرارة الشمس نظرًا لإتساع رقعة البحيرة، فان البحيرة تعانى في الوقت الحالى من تراكم أملاح مياه الصرف، وضخ الصرف الصحى لمدينة الفيوم ومراكز المحافظة دون معالجة، وتبع ذلك ارتفاع ملوحة مياه البحيرة بشكل مطرد عامًا بعد آخر، فبعد أن كانت ملوحتها نحو 12 جرامًا في الألف عام 1928 أصبحت ملوحتها اليوم 38 جرامًا في الألف وتتغير هذه الملوحة بتغير منسوب المياه في البحيرة. منسوب المياه وأوضح تقرير لهيئة الثروة السمكية أنه يجب التعامل مع هذه البحيرة بالأسلوب العلمى للمحافظة على منسوب البحيرة ثابتًا، حيث وجد أن هناك تذبذبًا في منسوب مياه البحيرة عامًا بعد آخر -طبقًا للدراسات التي أجرتها وزارة الأشغال العامة والموارد المائية-، وتحتاج البحيرة إلى نحو 50 مليون متر مكعب من المياه سنويا للحفاظ على منسوبها وتقليل نسب الملوحة فيها، حيث أدى ارتفاع نسب الملوحة إلى أن أصبحت بيئة البحيرة تقترب من البيئة البحرية، فانقرضت بذلك أنواع الأسماك النيلية مثل القرموط والثعابين والبنى واللبيس والبياض، فيما عدا البلطى الأخضر الذي له القدرة على التكيف مع الملوحة بدرجة عالية.