مفكرة الاسلام: قال مشعان الجبوري، رئيس قناة "الرأي"، التي تبث من سوريا، إن العقيد الليبي المخلوع معمر القذافي، ما زال في ليبيا "ويتمتع بروح معنوية جيدة"، ووعد ببث كلمة جديدة للعقيد الهارب قريبًا، واعتبر أن من واجبه بث هذه الرسائل التي تبثها فضائيته منذ دخول الثوار العاصمة طرابلس. وأكد الجبوري، النائب العراقي السابق، أنه ما زال على اتصال يومي مع أفراد في أسرة القذافي أو مقربين منه، وإن الزعيم المخلوع موجود في ليبيا ويتمتع بروح معنوية جيدة، إلا أنه لم يحدد مكانه. وذكر أنه ليس مؤيدا للقذافي لكن قناته تقف بجانب معارضي "احتلال" ليبيا، وأن الناس لديهم "حق مقدس" في سماع طرفي الرواية. وأضاف لوكالة "رويترز": "تنقل كل وسائل الإعلام اليوم وجهة نظر الحلف"، في إشارة إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي ساعد الثوار الليبيين على الإطاحة بالقذافي ودخول طرابلس الشهر الماضي، مؤكدًا أن "الجهة الثانية ليس لها صوت. من واجبنا أخلاقيا ومهنيا أن نوصل هذا الصوت سواء اتفقنا معه أو لم نتفق". وتحدث القذافي بنبرة تحد في عدة كلمات بثتها قناة "الرأي" منذ أن فقد السيطرة على طرابلس في 23 أغسطس الماضي ودعا أنصاره لاستمرار مقاومتهم للسلطات الجديدة في ليبيا. وقال الجبوري إن قناته لديها صور خطاب للقذافي، وإن الكلمة الجديدة التي ستبثها القناة سجلت خلال اليومين الماضيين، وذكر أن القناة ستبث الكلمة بمجرد الانتهاء من مشكلات تقنية. وقال الجبوري إن فلسفة قناة "الرأي" هي "الوقوف إلى جانب أي شعب يدافع عن نفسه أو يريد تحرير أرضه أو يتعرض لعدوان.. أينما كان سواء كان في أمريكا اللاتينية أو في الشرق الأوسط". وكان الجبوري وهو رجل أعمال ثري مقربا في يوم من الأيام من عدي ابن الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين لكنه فر إلى سوريا قبل الغزو الأميركي الذي أطاح بصدام في 2003. وعاد الجبوري في وقت لاحق وانتخب نائبا في البرلمان العراقي لكنه عاد إلى سوريا مجددا لتفادي اتهامات بالفساد قال إنها ملفقة. ويقول الجبوري إنه يمول نشاطه في مجال العمل التلفزيوني بنفسه ولا يتلقى أي أموال من القذافي باستثناء 400 ألف دولار حصل عليها قبل أربع سنوات ومبلغين قدرهما معا نحو 50 ألف دولار حصل عليهما في أبريل ومايو لشراء معدات بث والتدريب عليها. وقال الجبوري "لا أساند القذافي. القذافي اتصل بالقيادة السورية قبل ستة أشهر وقال لها إنه سينسف قناة (الرأي) ما لم تتوقف عن تغطية أحداث الثورة المصرية"، وأشار إلى أن القناة أيدت الثورة الليبية عندما بدأت الاحتجاجات أول الأمر في بنغازي. وتغطية قناة "الرأي" لما يحدث في ليبيا ليست هي المرة الأولى التي تثير قلق الغرب. فهناك برقية مسربة من السفارة الأمريكية في دمشق في أكتوبر من عام 2008 نشرها موقع "ويكيليكس" وجاء بها أن قناة "الرأي" تمجد الهجمات على القوات الأمريكية في العراق. وجاء في البرقية "وبالإضافة إلى ذلك تسعى القناة عبر أدواتها التحريرية إلى تشويه صورة الزعماء العرب باستثناء الرئيس السوري بشار الأسد.. ربما يكون الوقت الحالي هو الوقت المناسب لدعوة مقدمي الخدمات الفضائية العربية إلى وقف بث قناة الرأي". وقال الجبوري إن المساعي الرامية لوقف بث قناته لا تقلقه. وأضاف "تعرضنا لضغط أكبر من هذا وتلقينا تهديدات بالضرب بالصواريخ". وقالت شركة "يوتلسات" للأقمار الصناعية ومقرها باريس الأسبوع الماضي إنه لا يحق لها وقف بث قناة "الرأي" على الرغم من قيام شركة التوزيع المحلية "نورسات" بحجب قناة أخرى من قنوات الجبوري هي قناة "العروبة" بناء على طلب "يوتلسات".