من الطبيعى جدا أن يجد الأبوان صعوبة بالغة فى التأقلم نفسيا وذهنيا مع اصابة ابنهم أو ابنتهم بداء السكرى.فلدى اكتشاف إصابة إبنى الصغير بالمرض أصابنى أنا و زوجى وشقيقيه الأكبر حالة ذهول و حزن شديدين وشعرنا جميعا أن حياتنا قد قلبت رأسا على عقب وانه لا سبيل إلى أن تعود إلى طبيعتها.ولكن سرعان ما أدركنا أن هذا الصغير الذى لا حيلة له ولا يعرف عن الحياة شيئا يعتمد علينا كليا ليس فقط فى رعايته ولكن فى تشكيل رؤيته للحياة والمستقبل.ومن هنا كان علينا استجماع شجاعتنا والتغلب على قلقنا من أجل رسم حياة جديدة أفضل لصغيرنا ولنا جميعا كأسرة. واليكم بعض النصائح التى قرأتها وحاولت تطبيق أغلبها لمساعدتى و عائلتى على التأقلم :
- ثقف نفسك باستمرار عن السكرى وتطوراته المعرفة أهم أدوات التمكين بمعنى أنه كلما زادت معرفتك بما تواجهه زادت قدرتك على التحكم به، فالجهل بالشئ يجعله ضخما ومخيفا.لذا عليك محاولة جمع كل ما تستطيعه من معلومات حول داء السكرى وكيفية التعامل معه وأحدث الاكتشافات وتجارب الأخرين فى التعايش معه
- تعامل مع المرض بمنظور أوسع من التحكم فى مستوى الجلوكوز بالدم تذكر دائما انه حتى تجيد التعامل مع مرض ابنك أو ابنتك يجب ان تكون :اولا طفلا وثانيا طفلا مصابا بداء السكرى.لا تضغط على نفسك حتى تجعل كل يوم مثاليا من حيث التحكم فى مستوى الجلوكوز بالدم، واعد نفسك لتقبل حقيقة أن بعض الأيام تسير على ما يرام والأخرى لا تكون كذلك.وبدلا من التركيز على أمر واحد فقط ركز على الصورة الأشمل:هل يتأقلم طفلك مع حياته الجديدة؟كيفية أقناعه بتقبل ما يفرض عليه يوميا من قياس ووخز؟ما مدى ممارسته لأنشطة تدخل على حياته البهجة؟
- اعترف بوجود تحديات فى التعايش مع داء السكرى كثير من الآباء والأطفال يمرون بفترة حزن وتأسى بعد اكتساف المرض ومحاولة كبت هذه المشاعر أو الاستهانة بها يؤدى الى نتائج عكسية على المدى الطويل.ولذا يجب افساح المجال أمام هذه المشاعر حتى تأخذ وقتها.وإذا كان طفلك كبير بما يكفى ليعى ما يحدث له عليك أن تستمع إليه وتبدى تعاطفك وتفهمك لما يواجهه مؤكدا أن ما يمر به هو طبيعى للغاية .هذا التفاعل سيؤدى إلى تشجيعه على الفضفضة والتواصل معك ليس فقط فيما يتعلق بالسكرى بل فى حياته بوجه عام.
- استعن بصديق أو فرد من العائلة للمساعدة لا تخجل من الاستعانة بصديق أو قريب لك سواء لمجرد التحدث إليه والفضفضة عند شعورك بالإحباط و الحزن أو لمشاركتك فى القيام ببعض الأعمال المتعلقة بأسرتك.هذه المشاركة لها مفعول السحر فى إعادة شحن بطاريتك النفسية و البدنية.
- علم وشارك آخرين فى الاهتمام بطفلك أبذل كل ما فى وسعك لتعليم و توعية أفراد عائلتك والدائرة المقربة من طفلك مثل مدرسيه وأصدقائه وزملائه بكيفية الحفاظ على صحته عن طريق اطلاعهم على برنامجه الصحى اليومى وسبل التعامل مع الهبوط أو الارتفاع فى نسبة السكر.لا تستبعد التفويض خشية حدوث أخطاء لأن الأخطاء واردة ولكن كن على ثقة تامة بأن أخرين فى حياة طفلك قادرين على تولى المسئولية .اعلم تماما أن هذا صعب للغاية وقد يعتبره البعض خاصة الأمهات إهمالا أو تقصيرا فى حق أطفالهن ولكن الحقيقة أن الإفراط فى الحماية يجعل طفلك يشعر أنه لا يمكنه الاعتماد سوى عليك من أجل رعايته والحفاظ على صحته ويعرقل شعوره بالاستقلال والاعتماد على النفس فيما بعد.