شمالي بني وليد (ليبيا) (رويترز) - قال قائد عسكري كبير يوم الاربعاء ان المقاتلين الموالين للمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا سيستخدمون الأسلحة الثقيلة اذا لزم الأمر للاستيلاء على بلدة بني وليد الصحراوية التي تسيطر عليها قوات موالية للزعيم المخلوع معمر القذافي ودعا المدنيين الى الخروج منها. وقال ضو الصالحين الذي يقود قوات تقاتل للسيطرة على بني وليد ان الموالين للقذافي نصبوا قاذفات صواريخ ومدافع مورتر فوق منازل المدنيين في البلدة التي تبعد 180 كيلومترا جنوبي طرابلس. وأضاف أن قواته ستواجه نحو 1200 من المقاتلين المؤيدين للقذافي بينهم 200 قناص منتشرون فوق أسطح المباني. وقال الصالحين للصحفيين عند المشارف الشمالية لبني وليد مسقط رأسه ان مقاتليه يعلمون كل مواقع قوات القذافي وانهم بعثوا رسالة الى كل المدنيين لمغادرة البلدة فورا اذا أمكن. وتدفق مئات السكان الى خارج البلدة على مدى الأيام الثلاثة الأخيرة في سيارات حملوا فيها أطفالهم وأمتعتهم. وغادرت قافلة من نحو 160 أسرة البلدة يوم الاربعاء. ويقول السكان ان البقاء في البلدة مستحيل بسبب المعارك في الشوارع والنقص الحاد في الماء والغذاء. ودوت أصوات نيران المدافع الرشاشة بعدما اشتبكت مجموعات استطلاع من القوات المناهضة للقذافي أرسلت لجمع معلومات قبل شن هجوم شامل على البلدة مع مسلحين مؤيدين للزعيم المخلوع عند مشارفها. وبني وليد احدى أكبر المعاقل الاخيرة للقذافي الى جانب مسقط رأسه سرت على ساحل البحر المتوسط وبلدة سبها في الصحراء الجنوبية. وواجهت القوات المدعومة من المجلس الوطني الانتقالي الحاكم مقاومة أكبر من المتوقع في بني وليد. وكانت قد قدرت في البداية عدد القوات الموالية للقذافي ببضع مئات. وقال الصالحين انه اذا استخدمت قوات القذافي أسلحة ثقيلة فستفعل قواته الشيء نفسه. ورفض تحديد متى سيبدأ القتال مكتفيا بقوله ان المدنيين سيحصلون على وقت كاف للخروج. ويدرك الصالحين مدى صعوبة السيطرة على تلال بني وليد القاحلة ووديانها. وكان قد ساعد في قيادة انتفاضة ضد القذافي هناك في عام 1993 ثم قضى 18 عاما في السجن بعد سحقها. وقال الصالحين الذي أفرج عنه من السجن في 19 فبراير شباط قرب بدء الانتفاضة الحالية ان عدد السكان ضئيل في المنطقة لكن تضاريسها صعبة بسبب الجبال. ويقول مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي ان من الصعب السيطرة على وسط بني وليد كثيف السكان لانه منطقة مرتفعة الامر الذي يسمح للمقاتلين الموالين للقذافي بالتصويب من أعلى. وتحدثت تقارير عن أن المقاتلين غطوا الطريق الى وسط بني وليد بالنفط مما يعرقل تقدم قوات المجلس الوطني الانتقالي. وقال الصالحين ان نحو ربع سكان البلدة البالغ عددهم 100 ألف نسمة غادروها لكن الكثيرين محاصرون. وطوقت قوات المجلس الانتقالي البلدة وقال الصالحين انهم متأكدون من أن سيف الاسلام ابن القذافي مختبيء فيها ومعه موسى ابراهيم المتحدث باسم الزعيم المخلوع والتهامي خالد رئيس الامن الداخلي. وقال الصالحين ان لهم عيونا داخل المدينة. ولا يعرف مكان القذافي (69 عاما) لكن المتحدث باسمه قال لرويترز في اتصال هاتفي يوم الاربعاء انه ما زال في ليبيا. وكان سكان بني وليد وأغلبهم من قبيلة ورفلة استفادوا من سخاء القذافي. وانهارت المحادثات عدة مرات مع شيوخ القبائل بهدف التوصل الى تسوية سلمية. وقال الصالحين ان عددا من أهل بني وليد يعارضون الثورة لان القذافي كان يعطيهم المال والسيارات وأيضا مزايا لشبانهم العاطلين عن العمل. وأضاف أن شيوخ القبائل يفضلون الاستسلام وعدم القتال لكن البعض كانوا مقربين من القذافي لذلك يقاومون. وقال قادة المجلس الوطني الانتقالي انهم يتوخون الحذر من محاولة مقاتلين موالين لقذافي التسلل من بني وليد قبل الهجوم وانهم يوقفون السيارات عند نقاط التفتيش بحثا عن الاسلحة. وقالوا أيضا انهم يفحصون بطاقات هوية المغادرين بحثا عن نحو 90 شخصا مدرجين على قائمة سوداء. وقال عطية يوسف وهو مسؤول بنقطة تفتيش عند المشارف الشمالية لبني وليد ان القائمة تضم رجال ميليشيا موالين للقذافي ولصوصا وقتلة. واضاف أنهم يفتشون كل السيارات. وتابع يوسف يقول ان القائمة تضم الاشخاص الذين شاركوا في أي أنشطة مؤيدة للقذافي بما في ذلك المتطوعون