عقد عصر اليوم الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء ونظيره التركي رجب طيب اوردوغان مؤتمرا صحفيا بمقر مجلس الوزراء في اعقاب المباحثات التي تمت بين الجانبين والتي تناولت العلاقات بين مصر وتركيا في كافة المجالات وجرى خلالها تبادل وجهات النظر فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
بدأ الدكتور عصام شرف كلمته بالترحيب بالسيد رجب طيب اوردوغان رئيس وزراء الجمهورية التركية والذي وصفه بالصديق، على زيارته لمصر .. وأوضح ان المتابع للظروف الحالية يقول ان مصر وتركيا يجب ان يحدث بينهما تقارب أكبر ليس فقط لصالح البلدين ولكن ايضا من أجل صالح المنطقة والعالم.
وذكر شرف أن ما يشجع على هذا التعاون هو عامل التاريخ والجغرافيا بين البلدين .. إذ يجمعهما تاريخ مشترك واتفاق تام على مبادئ السلام العادل ورخاء الأمم والبلاد. ولفت شرف الى تطابق مواقف البلدين على المستوى السياسي إقليميا ودوليا .. وعلى المستوى الاقتصادي هناك تعاون مشترك .. ومصر تأمل أن يزيد حجم التبادل التجاري ليصل من 3مليارات دولار الى 5 مليارات دولار، كما تأمل أن تزيد الاستثمارات التركية من واحد ونصف مليار دولار إلى 5 مليارات دولار في السنوات القادمة .
ونوه شرف الى أنه من منطلق رغبة البلدين في تعزيز التعاون بينهما في مختلف المجالات، قامتا بالتوقيع في اعقاب المباحثات على عدد من الاتفاقيات والبروتوكولات .. مؤكدا أن توجه البلدين نحو تعزيز التعاون فيه الخير لهما وللمنطقة في المستقبل القريب .
واكد ادكتور شرف من جديد ان التاريخ المشترك وعامل الجغرافيا يحتم تعاون البلدين فتركيا يمكن أن تكون بوابة مصر إلى أوروبا ومصر من الممكن أن تكون بوابة تركيا الى أفريقيا.. بما يعني خلق محور للتبادل والتجارة بين الشمال والجنوب. ومن جانبه عبر رئيس الوزراء التركي عن امتنانه والوفد المرافق له على الحفاوة التي لقيها من الجانب المصري .. مؤكدًا أن مصر وتركيا بلدان شقيقان وان التراكم التاريخي للبلدين يظهر عمق العلاقات وأهمية البلدين في المنطقة خاصة وأن كتابة التاريخ فى ساحة التحرير له مغزى كبير فى مجال طلب الحقوق والحريات للشعوب .
كما ذكر أردوغان ان تركيا تؤمن بإن الشعب المصرى سيجتاز المرحلة الحالية التى وصفها بالعصيبة ، كما أنه يجب أن يعلم بأن تركيا تقف بجانب مصر فى الأفراح والاحزان لأن التعاون بين البلدين مستمد من التاريخ فالبلدين ينتميان إلى نفس الأسرة وحضارة الأناضول وحضارة النيل معينان لتاريخ الإنسانية ولهذا السبب أصبح البلدان محوراً مهماً بالمنطقة .
واشار أردوغان إلى أن البلدين قد وقعا العديد من الاتفاقيات فى مختلف المجالات وبذلك فهما تضعان خطوات تعزيز التعاون أكثر واكثر فيما بينهما ودعما أردوغان ما سبق بالتنويه إلى ان ما يدعم التعاون بين البلدين هو حجم السكان الكبير لهما حيث يبلغ مجموع سكان البلدين 150 مليون شخص كما ان مساحة البلدين تصل إلى 1.8 مليون متر مربع ، ورأى أردوغان أن البلدين الكبيرين سيكونان الوجه المشرق بالمنطقة ، وسيكون للجانب الاقتصادى نتائج كبيرة فى العلاقات المستقبلية .
كما أكد رئيس الوزراء التركى على وجود الكثير من المشاريع فى السياحة والمواصلات والمصارف وسيجرى خلال اجتماع مجلس الاعمال المشترك فتح المجال أمام تعزيز التعاون بين رجال الأعمال فى البلدين .
وحول موقف مصر وتركيا من قضايا المنطقة لفت أردوغان إلى ان احداً لا يستطيع تجاهل التطورات التى تجرى فى المنطقة فالقضية الفلسطينية جرح دامى فى قلب الشرق الاوسط والكل يعلم نضال مصر من أجل نصرة القضية الفلسطينية.
كما أكد أن البلدين متفقان فى تقديم الدعم للقضية الفلسطينية حتى تصبح فلسطين عضواً فى الاممالمتحدة ، ومنوها إلى أن مصر الان شعباً وحكومة تستطيع القيام بتحاليل جيدة لما يقع فى المنطقة.
, وذكر رئيس الوزراء التركى أن هناك بلدان بالمنطقة لم تستطع قراءة التغيير الحادث بها وعلى رأسها أسرائيل وبطبيعة الحال لن تقف مصر وتركيا صامتتين أمام تعثر الاستقرار بالمنطقة .
وابدى أردوغان ايمانه بأنه من خلال التعاون يمكن إقرار السلام فى المنطقة كما انه بحكم التغييرات التى يشهدها العام لا يمكن تجاهل ارادة الشعوب .
وختم رئيس الوزراء التركى كلمته بتقديم الشكر بإسمه بإسم الوفد الرسمى التركى للجانب المصرى على ما أبداه من حفاوة واهتمام .