ارتفعت توقعات النمو في الصين خلال النصف الثاني من العام الجاري، في ظل البيانات الإيجابية التي صدرت في (يونيو) الماضي، وجاءت أفضل من التوقعات، فضلا عن الانتعاش القوي في معدلات الإنفاق الاستهلاكي. وأفادت وكالة "بلومبيرج" للأنباء بأن مؤسسات مالية ومصرفية عالمية، مثل ستاندرد تشارترد، وجي.بي مورجان تشيس آند كو، وبنك أي.إن.جي، رفعت سقف توقعاتها بالنسبة لمعدلات نمو الاقتصاد الصيني في ضوء الأداء الاقتصادي القوي الشهر الماضي، واتجاه البنك المركزي الصيني بعيدا عن سياسات التشديد. وقالت هوي شان، كبيرة خبراء الاقتصاد المتخصصين في الشأن الصيني في مجموعة جولدمان ساكس المالية، إن هناك مؤشرات إيجابية على استمرار تعافي الاستهلاك، مشيرة إلى تراجع معدلات الادخار خلال الربع الماضي. وأضافت شان أمس أن "ارتفاع معدلات الادخار خلال الربع الأول كانت تعرقل الاستهلاك، ولكن تراجعها في الربع الأخير هو علامة مشجعة". وذكرت أن استمرار تعافي الاستهلاك يتوقف على الاقتصاد بشكل عام، مشيرة إلى أن "مساعي الحكومة لتعزيز الاستهلاك تفوق مجرد التفكير بشأن الكوبونات الاستهلاكية أو تحويل الدخل، حيث لا بد أن تكون هناك وظائف ثابتة عالية الجودة من أجل زيادة الدخل، ومن هنا تظهر الحاجة إلى وجود قطاع تصنيع قوي". وأظهرت بيانات مكتب الإحصاء الوطني الصيني الصادرة أمس الأول نمو اقتصاد الصين خلال الربع الثاني من العام الحالي بنسب 7.9 في المائة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وهو ما جاء أقل من توقعات المحللين، التي كانت 8.1 في المائة وأقل كثيرا من المعدل المسجل في الربع الأول وكان 18.3 في المائة. وعلى أساس ربع سنوي، سجل ثاني أكبر اقتصاد في العالم نموا بمعدل 1.3 في المائة خلال الربع الثاني من العام الحالي، في حين كانت التوقعات تشير إلى نمو بمعدل 1.2 في المائة بعد نموه بمعدل 0.6 في المائة خلال الربع الأول من العام. وذكر مكتب الإحصاء أن الناتج الصناعي ارتفع في الصين خلال عام حتى نهاية (يونيو) الماضي 8.3 في المائة في حين كانت التوقعات تشير إلى نموه بمعدل 7.8 في المائة بعد نموه حتى نهاية (مايو) الماضي 8.8 في المائة. وزاد الاستثمار في الأصول الثابتة في الصين حتى نهاية (يونيو) الماضي بمعدل 12.6 في المائة سنويا في حين كانت التوقعات 12.1 في المائة بعد نموها بمعدل 15.4 في المائة بنهاية (مايو). كما زادت مبيعات التجزئة في الصين في حزيران (يونيو) الماضي 12.1 في المائة بما يزيد عن التوقعات، التي كانت 11 في المائة، ويقل عن معدل الزيادة أيار (مايو) الماضي، وكانت 12.4 في المائة سنويا. واستقر معدل البطالة في الصين بنهاية الشهر الماضي عند مستوى 5 في المائة. يأتي ذلك في وقت أظهر فيه استطلاع نشر في معرض الترخيص الصيني (شانغهاي) الجاري لعام 2021 أن المستهلكين الصينيين ينفقون بشكل متزايد على "الأسرة والصحة" من خلال شراء مزيد من المنتجات عالية الجودة. وأصدر جيسون يوي، المدير الإداري لكانتار وورلد بانال في الصين الكبرى، تقرير أبحاث المستهلك خلال مؤتمر الترخيص الصيني 2021، بحسب وكالة أنباء "شينحوا" الصينية. وقال يوي إنه مع عودة المستهلكين في الصين من الوباء إلى حياتهم العادية، فإنهم يركزون بشكل أكبر على "حماية أسرهم، واستكشاف وتعلم أشياء جديدة، والتكيف بسرعة مع التغيرات في الحياة". وأظهر التقرير أيضا أنه مقارنة بالأجيال الأكبر سنا، فإن للجيل Z في الصين دوافع استهلاك مختلفة. فهم ينفقون بشكل كبير على العلامات التجارية والمنتجات لتعزيز شعبيتهم الاجتماعية، بما يتماشى مع "شخصيتهم العامة"، ويمكن أن يساعدهم ذلك على الاستمتاع بأنفسهم تماما. ووفقا لتقرير سوق التراخيص العالمي 2020 الصادر عن شركة التراخيص الدولية، بلغ سوقت التراخيص في الصين 10.4 مليار دولار، بزيادة 9.7 في المائة على أساس سنوي. وقال مسؤول في الهيئة الوطنية للإحصاء إن الضغط التضخمي في الصين معتدل ويمكن للبلاد أن تحقق هدف تضخم الاستهلاك بنحو 3 في المائة لهذا العام.