"الحقيني يا ماما".. استغاثة قوية خلعت قلب السيدة هبة رجب، بعد أن تلقتها خلال اتصال هاتفي مع نجلتها "ليلي"، يوم الأحد الماضي، وحينها ذهب رأسها إلى أسوأ الفرضيات التي قد تكون تعرضت لها حبيبة قلبها، فنزلت إلى الشارع مهرولة، وصدق حدث قلبها حيث وجدت ابنتها منهارة من البكاء وعلى وجهها ورقبتها آثار ضرب واعتداء، وملابسها "متبهدلة"، فحاولت تهدئتها وعلمت منها أن سائقًا حاول التحرش بها وصفعها على وجهها في أحد شوارع منطقة العمرانية. زمن مدته أقل من دقيقة واحدة، كان كافيًا أن يقلب حياة "ليلي" صاحبة السبعة عشر ربيعًا رأسًا على عقب، ويصبح اسمها وقضيتها حديث كل وسائل الإعلام، وبرامج التوك شو ووسائل التواصل الاجتماعي، عندما نزل رجل أسمر اللون، أربعيني العمر، ذو بنية جسدية قوية، وصفعها على وجهها أكثر من مرة، حيث تم تداول الفيديو الذي وثق هذه اللحظات القاسية على نطاق واسع، فتحولت القصة إلى قضية رأي عام بينما كانت الأجهزة الأمنية تعمل في صمت للقبض على المتهم. انتقلت محررة الفجر إلى منطقة العمرانية للحديث مع "ليلي"، ووالدتها، اللتان كشفتا تفاصيل الواقعة. "ملحقتش أشتمه أصلا" بوجه متورم، وصدمة تعلو ملامحها بدأت "ليلي" تروي قصة ما حدث لها في هذا اليوم، قائلة: "الساعة اتنين ونص كنت راجعة أنا وصاحبتي، من الدرس وكان فيه واحد ماشي بالعربية جنبنا، وقعد يقولنا كلام وحش مينفعش حتى أقوله، ولما وقفت عشان أقوله (إنت بتقولي أنا الكلام ده!) لقيته نزل وضربني على وشي". "ملحقتش أشتمه أصلا".. وأكدت الفتاة أنها لم تهينه وتشتمته كما زعم البعض، موضحة: "محصلش إني شتمته، أنا مش مجنونة عشان أعمل كدة، وملحقتش أشتم أصلا، أنا لما لقيته بيقول كدة بقوله بتقول الكلام ده لمين فنزل ضربني تلقائيًا، حيث ضربني بالقلم على وشي، بالقلم مرتين، وفيه علامات وتعويرة على رقبتي، ووشي كان وارم لغاية إمبارح". تتوقف الفتاة عن الحديث عندما تذكرت ما حدث لها، ثم تنهي كلامها بجملة: "أنا مش قادرة أتكلم تاني". استغاثة قاسية: "الحقيني ياماما" من جانبها، استهلت السيدة "هبة رجب"، والدة "ليلي" حديثها برواية تفاصيل هذا اليوم، موضحة أن "والد صديقتها سوف يوصلهما إلى الدرس، وهذا طمأنني قليلًا، وبعد انتهاء الجرس حدثتني في الهاتف وطمأنتني عليها، وظلت تُبلغني بمكان وصولها حتى وصلت إلى "تحت البيت"، وقالت لها إنها سوف تذهب إلى المكتبة لشراء بعض المستلزمات، وبعد ثلاثة دقائق اتصلت وقالت: "الحقيني يا ماما"، ثم انقطع الخط، فظنت أنها تتعرض للخطف. "نزل ضربها ومشي" يبدو الغضب والضيق على وجه الأم، وهي تروي ما تعرضت له ابنتها وتقول إنها نزلت إلى الشارع فوجدت الناس يقولون لها: "اهدى متقلقيش، ده واحد نزل من العربية وضربها ومشي"، وسألوا على الرجل فلم يعرفوا عنه شيئا إلا أن صديقتها استطاعت تصوير رقم السيارة، كما ذهبوا إلى المحلات المجاورة وحصلوا على تسجيلات للموقف كله من "هو ماشي جنبهم من الأول بالراحة".. ترد الأم على إدعاءات المتهم بأنه لم يقصد التحرش بها وأنه ظن أن الفتاة طلبت سيارة "أوبر"، وتقول: "مفيش سواق (أوبر) بيعمل كدة، والبنت لما وصلت لطريق به حارتين فدخلت هي في حارة، والسائق دخل في الحارة الموازية وسبقهما بعدة أمتار، ثم وجه إليهما كلاما بذيئًا، فقالت لها صديقتها: الحقي يا (ليلي) شوفي بيقول إية، فتوقفت وقالت له: (أنت بتقولي أنا الكلام ده!!) فلقيته نزل ضربها". الفتاة كانت ترتدي فستانا طويلا وتابعت الأم في حوارها مع "الفجر": "الناس بتقول الحادثة كانت الساعة اتنين باللية وده مش صحيح، وهي كانت ترتدي فستانًا طويلًا و"معدي الركبة، ومقفول، ومش لابسة حاجة ملفتة للنظر، وزيها زي أي حد بيلبس فستان"، لافتة إلى أن والدها "ساعدها ونزل عمل معانا المحضر، والناس وقفوا جنبنا، وهي مغلطتش في حاجة، هي بتاخد حقها بالقانون، ووكيل النيابة كان زي أخ كبير لها، وطمنها، وقدروا يمسكوه في أقل من 24 ساعة، والرائد محمد جه لغاية البيت ل ليلي وسمعها، ومأمور القسم اتصل بنا وقال لبنتي حقك مش هيروح، وأنا بشكر وزارة الداخلية ومكنتش مصدقة أنهم هيقدروا يجيبوه في الوقت ده". الأم ترد على منتتقدي ابنتها وردت الأم على الانتقادات التي وجهت إلى ابنتها قائلة، إنه لا يوجد مجتمع سوي لا يوجد به انتقادات، والبعض اتهم ابنتي أنها كانت عائدة في وقت متأخر من الليل، وهذا ليس صحيحا، لأنها كانت تحصل على درس خصوصي في النهار مع صديقتها، كما أن البعض اتهمها بأنها شتمته، وهذا أيضا ليس صحيحًا، لافتة إلى أن البعض يلوم الفتاة بسبب ملابسها ولكن الجميع يتعرضون للتحرش سواء منتقبات أو محجبات أو غير محجبات. قلبي وجعني على بنتي وأشارت إلى أن ابنتها أصيبت بكدمات و"خرابيش" في وجهها، لأنه ضربها بكل قوة الرجال، وكل هذا حصل في ثواني، موضحة: "أنا لما شوفت اللي حصل قلبي وجعني، وده اللي خلاني أعمل اللايف عشان أحصل على حق بنتي.. وأحب أقول لكل بنت متستكتوش، واتكلموا مع والديكم، سواء غلطتوا أو مغلطتوش، عشان الأم تقف جنب بنتها". تحقيقات النيابة قرر قاضي المعارضات، بمحكمة جنوبالجيزة استمرار حبس المتهم، 15 يوم على ذمة التحقيقات، لاتهامه بالتعدي على فتاة بالتحرش وصفعها على وجهها بالعمرانية استمعت النيابة العامة بجنوبالجيزة، إلى أقوال "منة" صديقة "ليلى. م" التي تعرضت للصفع والتحرش في وسط الشارع بمنطقة العمرانية. وقالت "منة" إنها كانت تسير مع صديقتها "ليلى" وأثناء عودتهما إلى المنزل، وجدتا أحد الأشخاص يقود سيارة ملاكي ويسير إلى جوارهما، ووجه ألفاظًا نابية إلى ليلى، فسألته هل يقصدها هي أم لا؟ ففوجئت به يصفعها على وجهها. وكشفت الفتاة أنها هي التي صورت المتهم وهو يصفع صديقتها لافتة إلى انها من الخوف تراجعت عدة خطوات خاصة أن المتهم "زقها" بعيدا عنه. وشددت على أن صديقتها لم توجه له أي شتائم أو الفاظ نابية كما زعم البعض. في سياق منفصل، أكدت السيدة في أقوالهما أمام النيابة، أنها لديها فتاتين إحداهما في الثانوية العامة، وهي "ليلى" والثانية في المرحلة الإعدادية، وبينما كانت "ليلى" مع صديقتها في طريق عودتهما إلى المنزل، كان المتهم يسير بجانبهما بسيارته الملاكي، منذ خروجهما من إحدى المكتبات، وتحرش بهما لفظيا وقال لها: "تعالي اعملك حاجة وحشة". وقالت "ليلى" أنها ردت عليه وقالت: "انت بتقولي أنا الكلام ده!" ففوجئت به يعتدي عليها بالصفع على وجهها. وتابعت الأم أن ابنتها تأخرت عن موعد العودة، فاتصلت بها، فوجدتها تستغيث وعندما نزلت "لقتها مرمية على الأرض" فاخذتها، وذهبت إلى المنزل ثم ذهبا إلى الشرطة وحررا محضرا ضده. كانت وزارة الداخلية كشفت في بيان لها ملابسات ما تم تداوله على بعض صفحات موقع التواصل الإجتماعى (فيس بوك) وأحد المواقع الإخبارية متضمنًا قيام أحد الأشخاص بالتعدى على فتاة بالضرب والسب. بالفحص تبين حضور (طالبة، مقيمية بدائرة القسم) لقسم شرطة العمرانية بمديرية أمن الجيزة وبصحبتها والدتها، وقررت أنه أثناء سيرها بأحد الشوارع بدائرة القسم، قام قائد إحدى السيارات بمعاكستها، ولدى معاتبتها له تعدى عليها بالضرب والسب "دون إصابات". عقب تقنين الإجراءات تمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة من تحديد مرتكب الواقعة وضبطه والسيارة قيادته، وبمواجهته إعترف بإرتكاب الواقعة على النحو المشار إليه.