تحدث الدكتور أحمد عكاشة، عضو مجلس الرئاسة الاستشاري لكبار علماء مصر، عن شخصية شقيقه الراحل الدكتور ثروت عكاشة، الذي وصفه بالمثقف الموسوعي حيث تحدث في جميع كتبه عن جميع الفنون في العالم، مضيفًا أن الإنسان يهتم إما بالعلم أو الفنون ولكن ثروت عكاشة كان من القلائل الذين جمعوا بين الاثنين فهو عالم وفنان. وأكد "عكاشة" أن تصنيف العباقرة صعب جدًا لأن سماتهم الشخصية متناقضة وهو ما جمعه ثروت عكاشة في شخصيته، فهو رجل عسكري ورومانسي، يحمل سمات التناقض والتجانس، التجهم وحب الفكاهة، القسوة على الذات والرحمة على الأخرين، بالإضافة إلى تميزه بالإتقان وتحمل المسئولية. وشدد أن شقيقه الراحل كان لديه حب للمعرفة حتى وصل إلى سن 90 عامًا، ورغم توقفه عن العمل الحكومي في سن 38 عامًا إلا أنه استمر في الكتابة حتى وفاته في وقت كان الحصول فيه على المعلومة شاق جدًا، ولم يكن أحدًا يقدم له مساعدة. وأشار إلى عادة كان يقوم بها شقيقه الراحل عند الشروع في الكتابة وخاصة في كتابه "مذكراتي في السياسة" حيث كان يحصل على توقيع من الشخصيات التي يذكرها في كتبه، مشددًا على أنه كان لا يحب الحصول على مناصب، والدليل على ذلك عندما تنازل عن عرض الرئيس جمال عبد الناصر بعضوية مجلس قيادة الثورة لإفساح الطريق أمام زميل آخر يسبقه في الرتبة العسكرية. واستطرد قائلًا: "نجح ثروت في عمل عروض فنية خاصة للعمال على مسرح دار الأوبرا، وإقامة ندوات للأفلام في القرى، حيث كان يؤمن أن الثقافة والفنون عالمية بشرط تبسيطها الناس"، مختتمًا كلمته بالتأكيد على أن شقيقه قدوته لأنه علمه تذوق الموسيقى والشعر والفن التشكيلي. وافتتح الدكتور مصطفى الفقي؛ مدير مكتبة الإسكندرية، بمشاركة الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، واللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، اليوم، لقاءً فكريًا يحمل عنوان "ثروت عكاشة.. بين السياسة والثقافة"، وذلك في سياق الاحتفالات الجارية بمئوية الدكتور ثروت عكاشة؛ وزير الثقافة الأسبق ورائد النهضةً الثقافيةً الكبرى في مصر المعاصرةً. وقالت إنصاف أوهيبة، ممثلة مؤسسة أندرية مالرو، إن "عكاشة" وأندرية مالرو، الذي كان يشغل منصب وزير الثقافة في ذلك الوقت، أحدثا ثورة في النهج الدولي في الحفاظ على التراث الإنساني، كما نجحا في مد جسور التعاون بين مصر وفرنسا. وأضافت؛ "في عام 1966 قام "مالرو" بزيارة رسمية إلى مصر وتنقل في موقع المعابد بصحبة "عكاشة"، كما افتتح معرض توت عنخ آمون في باريس والذي حقق نجاح باهر، وفي نفس العام وقع الوزيران اتفاقية لدراسة معابد الكرنك". وأوضحت "أوهيبة" أن الجميع ينسى دور "عكاشة" في الحملة الدولية، رغم أن فكرته جاءت لتؤكد إمكانية بناء السد وتحقيق التنمية بالإضافة إلى الحفاظ على المعابد في الوقت ذاته. وقام الدكتور مصطفى الفقي خلال اللقاء بتكريم السيدة نورا عكاشة، والدكتور أحمد عكاشة، والدكتورة إيناس عبد الدايم، واللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية. من جانب آخر، تنظم مكتبة الإسكندرية في مساء ذات اليوم بمقر المكتبة حفلًا موسيقيًا في إطار هذه المناسبة يحييه اوركسترا المكتبة السيمفوني.