تحدث الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق، أن الدكتور الراحل ثروت عكاشة، والذي بدأت علاقته به في عام 2002، مضيفًا أنه لآخر لحظة في حياته كان حريصًا على الكتابة، وأصدر كتبًا عظيمة تعتبر مرجعًا قويًا في الفنون. وتحدث حواس عن دور عكاشة الرائد في إنقاذ آثار النوبة من خلال حملة دولية كبيرة، وأنه قام بتسجيل كل ما قام به في عملية نقل معبد "أبو سمبل" في كتاب، ساردًا جزءًا من كلمته في افتتاحيه الكتاب؛ "إنها ملحمة عظيمة تلك التي قامت بها الوزارة الوليدة في ذلك العصر والتي أطلق عليها وزارة الثقافة، وتولى مسئوليتها الدكتور ثروت عكاشة وهو إنسان عاشق لتراب مصر لم يفقد الأمل يومًا في إنقاذ جزء عزيز من تراثها، لذا رفض التسليم بحتمية اختفاءه، وبدأ مع شخصيات وطنية من مصلحة الآثار ووزارة الثقافة بحملة عالمية مع منظمة اليونسكو لإنقاذه". وأوضح "حواس" أن وزارة الثقافة في ذلك الوقت كان من ضمن مهامها الحفاظ على الآثار والتراث الأثري، لذا فإن مصلحة الآثار كانت تتبعها، ولكن "عكاشة" طورها وحولها إلى هيئة تتبع الوزارة. وأشار إلى أن الدكتور ثروت عكاشة كان حريصًا على حماية تراث مصر فجاءت فكرة مشروع إنقاذ المعابد واستطاع أن يقنع الرئيس جمال عبد الناصر بالحملة الدولية. وأكد أن العمل الذي قام به عكاشة في هذا المشروع رفع اسم منظمة اليونسكو دوليًا، كما أنه أقنع "عبد الناصر" بإقامة معرض توت عنخ أمون لتعريف العالم بآثار مصر وآثار النوبة. افتتح الدكتور مصطفى الفقي؛ مدير مكتبة الإسكندرية، بمشاركة الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، واللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، اليوم، لقاءً فكريًا يحمل عنوان "ثروت عكاشة.. بين السياسة والثقافة"، وذلك في سياق الاحتفالات الجارية بمئوية الدكتور ثروت عكاشة؛ وزير الثقافة الأسبق ورائد النهضةً الثقافيةً الكبرى في مصر المعاصرةً. شارك في الندوة الدكتور زاهي حواس وزير الآثار الأسبق، من خلال رسالة مسجلة، والدكتور أحمد عكاشة الطبيب النفسي العالمي وشقيق الراحل الدكتور ثروت عكاشة، والأستاذة إنصاف أوهيبة؛ ممثلة مؤسسة أندريه مالرو بمداخلة افتراضية من مقر المؤسسة في باريس. كما حضرت الندوة السيدة نورا عكاشة ابنة الراحل الدكتور ثروت عكاشة. وأعرب الدكتور مصطفى الفقي؛ مدير مكتبة الإسكندرية، عن سعادته لاحتفال مكتبة الإسكندرية بالرائد العظيم الدكتور ثروت عكاشة في ذكرى مئويته، مؤكدًا أنه كان شخصية عظيمة أثرت مصر والمنطقة العربية بإسهامات ثقافية كبيرة نحترمها ونحتفي بها اليوم.