هبطت أسعار خام برنت أمس، لكنها اقتربت من 70 دولارا للبرميل، إذ تتسبب تخفيضات يقوم بها كبار منتجي الخام في تقييد الإمدادات، فيما تتلقى السوق الدعم أيضا من تفاؤل بشأن تعافي الطلب في النصف الثاني من العام، وفقا ل"رويترز". وبعد مكاسب استمرت على مدى سبعة أسابيع متتالية، قد ينهي خام برنت عقد شهر أقرب استحقاق هذا الأسبوع دون تغيير تقريبا، إذ باع المستثمرون الخام لجني الأرباح بعد أن لامست الأسعار أعلى مستوى في 13 شهرا الإثنين الماضي. وتلقت المعنويات الدعم من قرار لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها، المجموعة المعروفة باسم "أوبك+"، في وقت سابق من الشهر الجاري بإبقاء تخفيضات الإنتاج، كما هي إلى حد كبير في (أبريل). ويضخ المستثمرون الأموال في السلع الأولية مثل النفط بفضل توقعات بتعافي الطلب في النصف الثاني من العام في الوقت، الذي ينمو فيه الاقتصاد العالمي، بينما يسمح توزيع أوسع نطاقا للقاحات مضادة لكوفيد-19 لمزيد من الناس بالسفر هذا الصيف. وقالت "أوبك" أمس الأول إن تعافي الطلب على النفط سيتركز في النصف الثاني من العام. وشهدت الولاياتالمتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، سحبا كبيرا من مخزونات البنزين الأمريكية الأسبوع الماضي، إذ أحدثت عاصفة شتوية في تكساس اضطرابا في إنتاج مصافي التكرير. وقال محللو "جيه.بي مورجان" في مذكرة أسبوعية إن استمرار أسعار النفط عند مستويات مرتفعة من المتوقع أن يدفع المنتجين الأمريكيين لزيادة الإنتاج. ويتوقع البنك الآن أن يبلغ الإنتاج الأمريكي في المتوسط 11.78 مليون برميل يوميا في كانون الأول (ديسمبر) 2021، بزيادة سنوية 710 آلاف برميل يوميا، بينما ستبلغ الكمية للعام بالكامل 11.36 مليون برميل يوميا في المتوسط، مقارنة ب11.32 مليون برميل يوميا في 2020. وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الأربعاء إن "مخزونات البنزين انخفضت 11.9 مليون برميل إلى 231.6 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الخامس من (مارس)، في حين توقع المحللون في استطلاع "رويترز" تراجعها بمقدار 3.5 مليون برميل". لكن مخزونات الخام زادت 13.8 مليون برميل على مدى الأسبوع المنتهي في الخامس من (مارس) مسجلة 498.4 مليون برميل، وذلك مقارنة بتوقع المحللين في استطلاع أجرته "رويترز" لزيادة قدرها 816 ألف برميل، إذ استمرت تداعيات عاصفة شتوية في منتصف (فبراير) على قطاع النفط في الولاياتالمتحدة، التي عطلت عمليات التكرير وأوقفت الإنتاج في تكساس. وقال محللون وشركات تتبع حركة السفن إن "المخزونات ظلت وفيرة مع ارتفاع المخزون من النفط الخام الأسبوع الماضي في مراكز برية وبحرية". إلى ذلك، قالت مصادر في قطاع التكرير أمس، إن السعودية خفضت إمدادات النفط تحميل (أبريل) لما لا يقل عن أربعة مشترين في شمال آسيا بما يصل إلى 15 في المائة، بينما لبت المتطلبات الشهرية العادية لشركات تكرير هندية. يأتي خفض السعودية للإمدادات في الوقت، الذي قررت فيه منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها، المجموعة المعروفة باسم "أوبك+"، في وقت سابق من الشهر الجاري تمديد معظم تخفيضات إمداداتها لشهر (أبريل). وتعهدت السعودية بمواصلة خفض طوعي للإنتاج قدره مليون برميل يوميا للشهر الثالث في (أبريل). .