عصفت جائحة كورونا بالأعمال والاستثمارات وأداء الشركات فى العالم، وتسببت فى هبوط ثروات وصعود أخرى، وكان من ضمن أكبر الرابحين رجل الأعمال المصرى ناصف ساويرس، والذى تصدر قائمة أثرياء العرب وفقا لتقرير فوربس لعام 2020 بثروة ارتفعت من 5 مليارات إلى 8.5 مليار دولار. ساويرس الذى تجاوز أخاه نجيب فى قائمة الأثرياء و3 من عائلة منصور ومحمد الفايد، ومليارديرات آخرين من الدول العربية يعملون فى قطاعات العقارات والإنشاءات والاتصالات والأغذية والمجوهرات والفنادق والبترول، بدأ خلال الشهور القليلة الماضية فى طرق أبواب جديدة فى عالم الاستثمار. وهو يمتلك محفظة شركات ضخمة تضم أوراسكوم للإنشاء والصناعة بكيانين واحد للكيماويات وآخر للإنشاءات، وهو واحد من أكبر منتجى الأسمدة النيتروجينية فى العالم وله أسهم فى عملاق الأسمنت «لافارج هولسيم»، وشركة «أديداس» التى يشغل عضوية مجلسها الاستشارى، ومزارع أمريكية. وحققت هذه القطاعات المختلفة الزيادة الكبيرة فى حجم ثروته منذ مارس الماضى، مع ارتفاع سعر أسهم الشركات، حيث قفز سهم لافارج بأكثر من 70%، وأديداس 56%، وأوراسكوم 20%. وبالرغم من ذلك فإنه عمل على استخدام استراتيجيات استثمارية جديدة للتعامل خلال أزمة كورونا، ففى أكتوبر الماضى أسس ناصف ساويرس مع ايان جالينى - رائد الأعمال الفرنسى- شركة «أفانتى»، وهى شركة استحواذ ذات الغرض الخاص، أو التى يطلق عليها شركات «الشيك على بياض». وهى شركات تدرج بالبورصة ومخصصة فقط للاستحواذ على شركات أخرى، وليس لديها عمليات تجارية، وتجمع رأسمالها من إدراج الأسهم، ويقوم مالكوها بالترويج لها بين المستثمرين ثم تطرح للاكتتاب العام، وتضع عائدات هذا الاكتتاب فى صندوق ائتمانى، فى الوقت الذى تبحث فيه عن شركة للاستحواذ عليها. وازدهر هذا النوع من الشركات خلال 2020 نتيجة حزم التحفيز المالى التى تم ضخها فى الأسواق الأمريكية لمواجهة كورونا، مما كان سببا فى زيادة معدلات سيولة الأسواق. وحسب بلومبرج نجحت 200 شركة منها فى جمع 80 مليار دولار من المستثمرين، وتشهد انتعاشاً قوياً منذ بداية العام الحالى وحتى الآن 67 شركة جديدة فى السوق، وجذبت مشاهير وأثرياء. وهو ما يمكن «ساويرس» من أن يصبح صائداً للشركات من خلال الشركة الجديدة التى ستطرح فى بورصة نيويورك لجمع الأموال أو الاندماج مع كيان تجارى آخر، خاصة أنها تركز على الأسواق الأوروبية، وتتمتع الشركات هناك بتقييم أقل وتستهدف شركات التكنولوجيا والصحة والاستهلاك وذلك لجمع 600 مليون دولار من طرح الأسهم. وعلى صعيد آخر، وافق الملياردير مؤخراً على عرض استحواذ مربح بقيمة 4.7 مليار دولار، مقابل حصته فى شركة سيجنيتشر أفييشن - المدرجة فى بورصة لندن، وذلك لتحالف تقوده مجموعة «بلاك ستون» وصندوق استثمارى عالمى. وتبلغ نسبة ساويرس حوالى 7.42% من الأسهم، حيث يعتبر رجل الأعمال هو ثالث أكبر حاملى أسهم الشركة التى تعد أكبر مشغل للطائرات الخاصة فى العالم، وتضاعفت قيمتها 3 مرات تقريباً منذ مارس 2020، وتعتبر الصفقة مثالاً واضحا على التغييرات التى سببها فيروس كورونا فى عالم البيزنس، حيث انتعشت سوق الطائرات الخاصة خلال الجائحة على عكس الطيران التجارى لأنه يوفر للأثرياء إمكانية السفر مع تقليل التواصل مع الآخرين وبالتالى تجنب العدوى، وهو نفس ما حدث فى مصر حيث شهدت مبيعات السيارات الملاكى ارتفاعا بنسبة 32% خلال العام الماضى.