2000 ورشة لصناعة الأحذية قابلة للاشتعال بوسط القاهرة 60 ألف محضر ضد أصحاب ورش ومصانع البلاستيك فى القليوبية بعد حادث حريق مخزن الأحذية بالبرج السكنى بالطريق الدائرى، وتهديد كامل المنطقة بكارثة كادت تتسبب فى مأساة إنسانية، تبين أن البرج يتكون من بدروم تم تحويله إلى مصنع للأحذية.. فضلاً عن تحويل الطابقين الأول والثانى إلى مخزن على مساحة ألف متر. كما تبين أن النيران اندلعت بسبب ماس كهربائى فى «البدروم» أولاً، ثم انتقلت إلى المخزن ومنه إلى الطابق الثانى بسبب وجود مواد سريعة الاشتعال. وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أن هناك أكثر من 55% من النشاط الصناعى فى مصر يقع فى حيز محافظاتالقاهرة والجيزة والقليوبية، وهو ما يتسبب فى تفشى الأمراض الناتجة عن استنشاق الأبخرة الضارة. وتنتشر فى محافظة القليوبية مئات المصانع الخاصة بتدوير المخلفات والبلاستيك والأقطان، وبالأخص فى مدينتى «الخانكة وشبرا الخيمة»، وتعد «قنابل موقوتة» تنذر بكوارث لاحصر لها، وخاصة مع وقوع النسبة الأكبر منها فى داخل الكتل السكانية. فى مدينة شبرا الخيمة وتحديداً فى منطقة «العكرشة» التى تعد من أكثر مناطق محافظة القليوبية عرضة لتكرار مثل هذه الكوارث، توجد أعداد كبيرة جداً من مصانع البلاستيك أغلبها غير مرخص، ويصل عدد المصانع والورش غير المرخصة وفقا للإحصائيات الرسمية إلى ما يقرب من 1000 مصنع وورشة، وتوجه الأهالى أكثر من مرة إلى مجلس المدينة والمحافظ والجهات المعنية للتدخل الفورى والسريع لنقل أو غلق تلك المصانع والورش دون جدوى، ومؤخراً اندلع حريق فى إحدى الورش والمصانع كاد يؤدى لكارثة تشبه حريق الطريق الدائرى لولا تدخل قوات الدفاع المدنى فى الوقت المناسب. الجدير بالذكر أن هناك ما يقرب من 60 ألف محضر تم تحريره ضد أصحاب الورش والمصانع خلال العشر السنوات الأخيرة، وبعد كل محضر يتم توقيع غرامات على صاحب المنشأة الذى يعود لممارسة النشاط مرة أخرى بعد سداد المخالفة. لكن هناك بارقة أمل فى إعادة تطوير المنطقة بالكامل من قبل الهيئة العامة للتنمية الصناعية، وشملت الدراسات الموضوعة ضرورة الإسراع بدفن كابلات الكهرباء، وإجراء حصر لكل العاملين من قبل وزارة القوى العاملة، بالإضافة لتنفيذ حلول عاجلة للصرف الصحى وعمل نقطة إطفاء وتوفير سيارات كسح وإزالة الأتربة والإشغالات من أمام المصانع، وتطهير المصرف وتغطية الرشاح، وتوفير حلول عاجلة لضعف المياه والكهرباء بالمنطقة.. ولكن افتقدت الدراسة لحل مشكلة المواطنين المتضررين من وجود تلك المصانع، وحسب المعلومات المتوفرة ل «الفجر» فإن المسئولين بديوان عام محافظة القليوبية يدرسون حلولاً جذرية للتعامل مع مشكلة الكتلة السكانية المتواجدة فى محيط المنطقة الصناعية. وكان قد نشب حريق فى مصنع بلاستيك بعزبة سليم التابعة لمدينة شبرا الخيمة العام قبل الماضى. فى ذات السياق هناك توجه حكومى لنقل المصانع بعيداً عن الكتلة السكانية، إما إلى منطقة بدر التابعة لمحافظة القاهرة أو الخانكة التابعة لمحافظة القليوبية، وربما يتكرر نفس السيناريو فى ورش ومصانع الأحذية الشهيرة فى حى الموسكى وسط القاهرة، ووفقا للإحصائيات الدقيقة من محافظة القاهرة فإنه يوجد أكثر من 3000 ورشة ومصنع فى المنطقة، نشاطها صناعة الأحذية، وسط ممرات ضيقة وعقارات متهالكة تقع فى منتصف الكتلة السكانية، وفى الغالب يتكون العقار الواحد من 5 طوابق، فى كل منها 10 إلى 12 ورشة أحذية، ويوجد أسفل أغلب العقارات محل لعرض منتجات الورشة. أحد سكان شارع درب آية بمنطقة الموسكى أكد أن المنطقة بالكامل لا يوجد فيها مولد لرفع المياه، ولا تستطيع سيارات الإطفاء الدخول للشوارع حال حدوث أى كارثة، ومنذ عام ونصف العام تقريباً اشتعلت النيران فى عقار يقع بمنتصف دائرة الموسكى وأدى إلى «خراب بيوت» كثيرة. وعلى بعد 1000 متر من الشوارع والممرات الضيفة لورش ومصانع الأحذية فى منطقة الموسكى، يوجد أكثر من 700 ورشة لصناعة الموبيليا، أغلبها تتمركز بمنتصف الكتلة السكانية، كلها تقريباً تستخدم مواد قابلة للاشتعال، وجرى أكثر من مرة تحرير آلاف البلاغات والمحاضر من الأهالى. وفى عام 2018 تقدم سكان مدينة جرجا بمحافظة سوهاج بشكوى إلى منظومة الشكاوى الحكومية بمجلس الوزراء، تشير إلى تضررهم من وجود ورشة تقوم بتسييح القصدير واستخدام ماء النار داخل الحيز السكانى، ما تسبب لهم فى العديد من الأمراض، وتم بالفعل غلق الورشة لفترة ثم أعيد فتحها مرة أخرى.