الجمالية: 11 مليار جنيه مهددة بالنيران فى منطقة ورش الذهب باب الشعرية: نقل محال ومصانع الأحذية لطريق السويس المناصرة: التجار يتعاقدون مع شركة حراسات لتأمين معارضهم لحماية بضائع ب200 مليون جنيه دقت حوادث الحرائق المتتابعة، فى مصر، جرس إنذار، لأن جميع الأسواق والورش، مهددة بالتدمير حرقاً، حيث لا يمر يوم دون التهام النيران لمصانع وأسواق، بدأت الشرارة الأولى بحريق العتبة أحد أكبر أسواق القاهرة، حيث تحولت المحال والمخازن فى ساعات إلى تراب بعد أن كانت بضائع تساوى عشرات الملايين من الجنيهات. وتضم مصر عشرات الأسواق والمناطق الصناعية المحشورة وسط الكتل السكنية وفى شوارع ضيقة للغاية تفتقد لأبسط إجراءات السلامة، خاصة أنها شهدت سلسلة من مواسم النيران فى السنوات السابقة. 1- الصاغة.. النار من مستصغر الذهب الصاغة، منطقة متخصصة فى تصنيع المصوغات الذهبية وتقع بالجمالية، وتعتبر قلعة مصر فى تصنيع المصوغات من ذهب وفضة ونحاس، وتنتشر ورش تصنيع الذهب فى عدة شوارع من حى الجمالية وهى الخرنفش، وقصر الشوق وخان أبو طاقية ودرب ايمرس ومنطقة الكفر. وتشغل ورش شارع خان أبو طاقية، عدة عمارات، الطابق الأول، بإحداها مقسم ل15 غرفة، مساحة الواحدة من 15 ل20 متراً، وداخل كل منها أسطوانة بوتاجاز يستخدمها عمال الورش فى تسييح الذهب الخام لإعادة تشكيله، فضلا عن جراكن التنر وماء النار المستخدمة فى تلميع وتشطيب المصوغات بعد تشكيلها، ما يسهل عملية الاشتعال، ويضم المبنى مئات من ورش المصوغات الذهبية، ويجاور أكثر من 21 مبنى ومسجداً أثرياً، وهو ما يهدد هذه المبانى التاريخية بالتدمير. وقال عماد الشرقاوى، أحد مؤسسى النقابة المستقلة لأصحاب الحرف ومالك إحدى الورش، بالجمالية، إن المنطقة المكونة من 5 شوارع، تضم 4 آلاف ورشة بخلاف مصانع المصوغات الموجودة فى حارة اليهود وتبلغ 20 مصنعاً، وتنقسم الورش ل1000 وحدة لتصنيع الفضة و3000 لتصنيع الذهب، وإذا نشب حريقاً ستكون الخسائر ضخمة جداً، لأن أى ورشة لاتخلو من ماكينات السبك، والتسييح، ويصل سعرهما لنصف مليون جنيه، بخلاف خامات الذهب والفضة والتى تصل إلى 8 أو 10 كيلو خامات، ما يعنى أن الخسارة ستصل إلى 11 مليار جنيه. أما المصانع التى تُعيد تشكيل وسبك أكثر من 100 كيلو خامات ذهب يومياً، فتصل خسارة الواحد منها 800 مليون جنيه. 2- الحرائق تبدأ من القدمين بالموسكى وباب الشعرية تضم منطقتى الموسكى وباب الشعرية، أكثر من 2000 ورشة لتصنيع الأحذية من الجلود الطبيعية والعادية، كما تضم محال الجملة داخل 5 شوارع، الطمار ودرب آية وبير حمص وباب البحر ودرب الاقماعية والفوطية، ويتراوح عدد الورش الموجودة فى عمارات فى كل شارع، من 200 إلى 300 ورشة، الخسارة المتوقعة فى حال حدوث حريق فى المنطقة تصل ل60 مليون جنيه، حيث تصل البضائع الموجودة فى كل ورشة لنحو 30 ألف جنيه من معدات وجلود. والمنطقة بالكامل معروفة بوقوع حوادث حريق نظراً لاستخدام الورش المواد القابلة للاشتعال، والتى يتم تخزينها فى غرف مغلقة مثل مادة «الكلة». «الفجر» تجولت وسط المنطقة، التى تعتبر أخطر من منطقة الصاغة بالجمالية، حيث تحولت عدة عمارات إلى ورش مساحة الواحدة لا تتعدى ال10 أمتار، لا يمكن أحد التنفس فيها بسهولة، بسبب رائحة «الكلة» التى يستخدمها ملاك الورش إلى جانب أسطوانات البوتاجاز الصغيرة التى يضعها العامل بين قدميه للصق الأحذية. اللافت للنظر، أن أغلب الشوارع التى تضم الورش لا يتعدى عرضها أكثر من مترين، ما يحول بين سيارات الإطفاء والدخول لإخماد أى حريق، وقال صلاح الطشطوشى، رئيس المجلس المحلى السابق، بحى الموسكى، إن المنطقة شهدت وقوع حريق فى أحد العقارات وتم إخماده بصعوبة شديدة ولولا تدارك الأمر لتم القضاء على أكثر من 500 محل للأحذية الجملة فى شارع درب آيه، الذى يضم 500 مخزن. رئيس حى باب الشعرية، المهندس مصطفى عبد العزيز، قال ل «الفجر» إنه تم حصر الورش بالكامل وإرسال مذكرة لإدارة الحماية المدنية، لمخاطبة ملاك الورش بالاشتراطات المطلوبة وإلا سيتم غلقها ورفع جميع المعدات. وأضاف رئيس الحى، إن غالبية الورش غير مرخصة وتعمل بالمخالفة للقانون، لأن أغلبها كانت منازل سكنية وتحولت لورش تصنيع أحذية، وأنه خاطب محافظة القاهرة بضرورة نقل هذه الورش إلى أماكن أخرى، لأن وجودها يمثل خطورة لا يمكن تداركها إذا شبت فيها النيران. 3- المناصرة.. أثاث ليلة العمر قد يتحول لجحيم المناصرة أكبر الأسواق شهرة فى تجارة الأخشاب فى القاهرة، وهى إحدى المناطق المرشحة للتحول إلى كتلة من اللهب فى أى لحظة، وتضم المنطقة أكثر من 2000 معرض ومحل لعرض غرف النوم والانتريهات، وقال عربى سالم، شيخ تجار المناصرة، إن كل تاجر يدفع نصف سعر البضاعة الموجودة فى محل، ويقوم بتقسيط المبلغ المتبقى، لصناع الأثاث فى دمياط، وإذا نشب حريق سيواجه الجميع كارثة لأن البضاعة الموجودة فى كل محل أو معرض تصل ل100 ألف جنيه، وتضم معارض غرف النوم، بضائع بأكثر من مليون ونصف المليون جنيه، ما يعنى أن إجمالى الخسائر المتوقعة 200 مليون جنيه. شيخ تجار المناصرة، اجتمع مع ملاك المعارض لوضع خطة لحماية «شقى العمر»، وتوصلوا لاقتراح بالتعاقد مع شركة حراسة خاصة لحماية المعارض وقال إنه يناشد محافظ القاهرة إجراء عملية تأمين لمحال المناصرة، وألا يعاملهم كمطاريد مثل الباعة الجائلين، لأن أوراقهم قانونية. 4- منشية ناصر.. ومن القمامة ما حرق تضم منطقة منشية ناصر، 550 ورشة لإعادة تدوير مخلفات منطقة الزرايب، دون رقابة، أو وجود ولو صنبور مياه واحد، يمكن استخدام مياهه لإطفاء أى حريق، يحدث بسبب القمامة التى تعتبر من المواد سريعة الاشتعال. وقال، شحاتة المقدس، نقيب جامعى القمامة، إن الحرائق أمر معتاد فى أكوام القمامة، لذا تم تأمين الورش، ووضع خطة مع الوجهاء فى كنيسة الزرايب بمنطقة الزبالين. المقدس، قدر خسائر وقوع حريق فى حى الزبالين، ب5 مليارات جنيه. وقال رئيس حى منشية، ناصر المهندس محمد نور، إن جميع ورش إعادة تدوير المخلفات غير مرخصة وتعمل بالمخالفة للقانون، والحى يحرر ضدها حاضر بشكل يومى، بسبب مخالفاتها البيئية، مشيراً إلى أن القوات المسلحة قامت بتوصيل حنفيات للحريق فى جميع أنحاء منطقة الزرايب، بسبب شوارعها الضيقة جداً، لافتاً إلى أن الحى يعمل على إزالة هذه الورش لأنها تمثل خطورة على المواطنين القاطنين فى المنطقة تمهيداً لإعادة ترسيمها من جديد. 5- سوق غزة.. الملابس الحريمى قد تتسبب فى ليلة ملتهبة يضم سوق غزة،20 ممراً ضيقاً ممتلئاً بمحال الملابس والأحذية، لايمكن الدخول فيه بسهولة بسبب الزحام، وهى أشهر المناطق المتخصصة فى بيع الملابس النسائية، ويتراوح عدد المحال بالممر الواحد من 20 ل 30 محلاً، يتبع كل منها مخزن خاص، ينام فيه العمال. محمد صبيح، مالك محل، قال إن حريقاً شب فى شادر السمك المجاور للسوق، فى تسعينيات القرن الماضى، وظلت النيران مستمرة 12 ساعة، ولم تستطع الحماية المدنية السيطرة عليها، ولقى 500 بائع سمك مصرعهم وقرر محافظ القاهرة آنذاك نقل السوق إلى مدينة العبور. 6- العاشر من رمضان.. قلعة الصناعة.. وأم الحرائق تعتبر مدينة العاشر من رمضان، أكبر المناطق الصناعية، وتضم أكثر من 300 مصنع للصناعات الثقيلة والمنتجات الدوائية والغذائية، بجانب مصانع تجميع السيارات المتوقع أن تنضم لمسلسل الحرائق المتوقعة نظراً لاستخدامها مواد بترولية، ولعل الحريق الذى نشب فى مصنع الحلوى، بالمدينة كان جرس إنذار، ورغم ذلك لم يفكر ملاك المصانع فى القيام بعملية تأمين لمنع الحرائق.