مؤشرات الوقت كانت تشير إلى السادسة مساء يوم الأحد الماضي، لحظة وصول المهندس إيهاب صلاح، إلى منزله الكائن بمنطقة ناهيا، بمركز كرداسة، بعد أدائه صلاة المغرب، بالمسجد المجاور لمنزله، والهدوء يسود على المكان، لكونه يوم إجازة الورش المتواجدة بالطريق، إذ تفاجأ بجاره المتخذ من محل لبيع البويات ستارا لتجارة المخدرات، وأسرته، يعتدوا عليه بالأسلحة البيضاء والشوم، قاصدين قتله لكن العناية الإلهية أنقذته من الموت. محاولات المهندس الثلاثيني العمر للهرب منهم وحماية نفسه بالدخول إلى منزل أحد جيرانه باءت بالفشل، حيث لاحقوه، وتعدوا عليه بالضرب ب" كتر"، والشوم محدثين إصابته بجروح قطعية في الرقبة والوجه وفروة الرأس والساق، نُقل على إثرها لأقرب مستشفى لتلقي العلاج بواسطة الأهالي.. "سابوه سايح في دمه وهربوا". انتقلت محررة الفجر إلى منزل الضحية، المجاور إلى مسجد عبد الشافي بقرية ناهيا، وبالطابق الأول لعقار الضحية كانت تجلس شقيقته هبة، التي بدأت حديثها قائلة: أن سبب الخلاف يعود إلى شكوى تقدم بها شقيقها لمسؤولوا الحي وخدمة شكاوى مجلس الوزراء استنكارا لتجارة جارهم المتخذ محلا لبيع البويات، ستارا لتجارة المخدرات، إضافة إلى فتحه محل غير مرخص، وجلسات المزاح اليومية، حتى قرب صلاة الفجر، ما دفع تاجر المخدرات "حسن أبو تريكة"، وأعوانه إلى افتعال مشكلة مع شقيقها، حال تنظيفه وحدة التكييف المتواجدة على شباك غرفة النوم بشقته.. "كان فيه عش عصافير وقع قدام بيتنا"، فقام حسن وقتها بسبه وشتمه. وأضافت شقيقة المهندس، أنه لدى نزول شقيقها لمعاتبته على ما قاله، قام بسبه مرة أخرى، محاولا ضربه لكن سرعان ما تجمع الجيران، وأنهوا المشادة الكلامية، وحينها طلب من والده أن يحرر محضرًا، لكن والدها رفض حينها.. " خلاص يا ابني بلاش مشاكل"، وتفاجأوا أن " حسن أبو تريكة" وأولاده حرروا محضر ضد شقيقها وزوجها وشقيقها عمر.. " اللي مكنش موجود أصلا، ومسافر في الصعيد لأنه لاعب كرة قدم في نادي طهطا بسوهاج". وأوضحت، أن والدتها كان تدفع "إتاوة" لتاجر المخدرات، لتهديده لها بالايذاء، وضرب أولادها في حالة عدم تلبية رغبته.. " في الموجة الأولى من انتشار عدوى فيروس الكورونا، رفضت والدتي دفع الاتاوة، مكنش فيه شغل واللي جاي على قد اللي رايح.. كانت هتصرف على البيت ولا تدفعله فلوس"، ما آثار غضبه وهددها بإيذاء أولادها، لكن والدتها لم تهتم بحديثه دون أن تعرف ما سيحدث لابنها في اليوم المشؤوم. وأشارت أن حسن وأعوانه بدأوا في مضايقتهم، حيث كان يمر مركبة توك شو من أمام منزلهم، يستقله عددًا من السيدات، يتلفظوا بألفاظ خادشة للحياء، مهددين سيدات المنزل بضربهم، لكنهم لم يردوا عليهم، ما دفع حسن أبوتريكة وابنه حسام وعددًا من البلطجية أعوانهم، بإطلاق أعيرة نارية وشماريخ صوب منزلهم، فقاموا على إثر ذلك بإبلاغ شرطة النجدة، ولدى وصول قوة أمنية إلى المكان، كان قد هرب "حسن"، وبتوجه الشرطة إلى منزله الكائن بعد شارعين من محل الواقعة، وتمكنت من ضبط إثنين من أشقاءه، وزوج ابنته، بعد هروب "حسن وابنه حسام"، ولدى سؤال أحد ضباط الشرطة لوالدي عن إذا كان المقبوض عليهم هم من أطلقوا الأعيرة النارية.. " لأ مش دول اللي ضربوا نار على بيتنا"، وعلى إثر ذلك أنزلهم الضابط من سيارة الشرطة، ولدى توجه والدي إلى قسم الشرطة لاستكمال أقواله في المحضر، تبين عدم ذكر إطلاق أعيرة نارية على منزلنا، وتم حفظه في النيابة. وإلتقطت زوجة المهندس إيهاب الحديث، بأن جيرانهم نصحوهم بتركيب كاميرات مراقبة بمنزلهم، وبالفعل استجابوا لحديثهم، ويوم 10 أكتوبر عام 2020، فوجئوا أن "حسن"، بيركب كاميرات مراقبة في الطابق الثاني للعقار المستأجر به محل، وموجهة إلى غرفة النوم بشقة حماتها.. " اللي ركب الكاميرات أولاد صاحبة البيت اللي فيه محل حسن وهم محمود الصعيدي وأخوه أحمد الصعيدي، ووافقوا على طلبه لأنهم بيشتغلوا معاه في المخدرات وكان واحد منهما لسه خارج من السجن"، موضحة كان وقتها زوجي أجرى عملية البواسير، وأخوه عمر أجرى عملية الغضروف في انفه قبله ببضع أيام.. " كانوا تعبانين ومحدش فيهم قادر يتكلم". واستكملت حديثها، أنه في يوم 12 أكتوبر 2020، إفتعل حسن وأبناء مالكة العقار المواجه لهم، مشاجرة مع أسرة زوجها، وتعدوا بالأسلحة البيضاء على عبد الرحمن أبو هجرس، نجل عم زوجها.. "ضربوه ضربة قاتلة في الصدر، بطول 25 سم تقريبًا"، إضافة إلى إحداثهم إصابة خال زوجها بجرح قطعي بجسده طوله 10 سم، وحرروا محضر بالواقعة وقتها، وجار استكمال التحقيقات. وعن يوم الجريمة روى " إيهاب" مهندس اتصالات ما حدث معه.. " حسن ومراته وأولاده اختاروا يوم الأحد، عشان بيوم الورش كلها إجازة، ووقت صلاة المغرب مش بيكون فيه حد في الشارع.. كنت بصلي المغرب في المسجد، ولما رجعت، ركنت الاسكوتر بتاعي تحت البيت، ولقيت ورايا ناس بيضربوني بالأسلحة البيضاء والشوم، حاولت أهرب منهم إلى منزل وجدت بابه مفتوح لكنهم لحقوا بي، وانهالوا عليا بالضرب بال "الكتر والشوم"، ضربات قاتلة، افقدتني الوعي، وأصحاب المنزل أسرعوا على إنقاذي، ونُقلت على إثرها إلى المستشفى. وإلتقطت شقيقة المصاب الحديث مرة أخرى.. " يومها كنت جالسة مع والدتي، في شقتها، وكنا بنشوف كاميرات المراقبة، وتوجهت لأداء صلاة المغرب، وبعد الانتهاء من الصلاة، شاهدت كاميرات المراقبة.. " شُفت الاسكوتر بتاع أخويا تحت البيت وهو مش موجود، نزلنا بسرعة نشوفه وندور عليه في الشارع لغاية لما لقيناه مضروب وغرقان في دمه في بيت جيرانا، واللي ضربوه هربوا... إحنا مش عايزين أكثر من حق أخويا، ونعيش في أمان. مطلع الشهر الجاري ورد إشارة مأمور مركز شرطة كرداسة إشارة من مستشفى بوصول شخص مصاب إثر التعدي عليه بالضرب. اللواء عاصم أبو الخير مدير المباحث الجنائية بالجيزة وجه بسرعة إنتقال قوة أمنية إلى مكان البلاغ للوقوف على ملابسات الواقعة كاملة وسرعة ضبط مرتكبيها. تحريات العقيد محمد عرفان مفتش مباحث فرقة شمال أكتوبر، توصلت إلى أن المصاب مهندس يدعى إيهاب صلاح مقيم بقرية ناهيا، وأن الإعتداء عليه جاء إثر وجود خلافات جيرة تعود إلى نهاية العام الماضي. وبينت التحريات التي أشرف عليها العميد علاء فتحي رئيس قطاع أكتوبر، أنه أثناء عودة المهندس من أداء صلاة المغرب في طريقه للمنزل باغته "حسن.م." ونجله "حسام" وابنته "ياسمين" بالضرب مستخدمين "شوم" وسلاح أبيض "كتر". عقب تقنين الإجراءات تمكنت مأمورية برئاسة المقدم مجدي موسى وكيل فرقة كرداسة ومنشأة القناطر والرائد معتصم رزق رئيس مباحث المركز، من ضبط الأب بعد هروب نجله وشقيقته، وتم اقتياده إلى ديوان القسم وبمناقشته أقر بارتكاب الواقعة على النحو المشار إليه.