تحل اليوم الذكرى 251 على رحيل شيخ العرب همام بن يوسف بن أحمد بن صبيح بن همام سبيك الهوارى ولد في مدينة فرشوط عام 1106ه ونشأ في بيت ورث الثراء والمكانة أبًا عن جد، والذي تقوم حاليا البعثة الأثرية العاملة بموقع حفائر قلعة شيخ العرب همام بقرية العركي بفرشوط، بالتعاون مع المعهد الفرنسي للآثار، للكشف عن أسرارها. فقد كان همام إبنًا للشيخ يوسف الذي آلت إليه زعامة قبائل الهوارة في أواخر القرن السابع عشر الميلادي لأنه أكبر أخواته سنًا وأبرزهم مكانة وكذلك كان الحال بالنسبة لهمام فقد كان أكبر أبناء الشيخ يوسف فآلت إليه زعامة قبائل الهوارة من المنيا وحتى أسوان. بناء القلعة: بنيت قلعة شيخ العرب همام، من الطوب اللبن، المصنوع من الطين والرمال، مضافا إليهما نسبة قليلة من التبن، حيث أسست جدران القلعة بطريقة معمارية وهندسية لكي تتحمل الضغوط وعوامل المناخ، حيث اختلفت زوايا الميل وسمك الجدران. فيوجد بالقلعة مبنيين منفصلين كلا منهما على حدة، ويوجد المبنى الرئيسي، بالجنوب والتي تبلغ مساحته 2155متر مربع، والذي ما زالت معظم جدران هذا المبنى قائمة حتى الآن، وإلى الشمال مبنى صغير ثانوي تبلغ مساحته 1050متر مربع، بمثابة نصف مساحة المبنى الرئيسي والذي كان يستخدم لتخزين الغلال والمعدات وما شابه ذلك. ومن ناحية الجنوب الغربي، كانت توجد مبانٍ قديمة على مساحة 15 فدانا، والتي ردمت أغلبها بالرمال، حيث كانت بمثابة الوحدات التي يسكن بها الجنود، بالإضافة إلى ساحات التدريب، ومخازن الأسلحة وغيرها من معدات الجيوش، أي كانت ثكنات لجيش الأمير همام. الموقع الفريد: ولقد تضمنت قلعة الأمير همام بن يوسف، العديد من العناصر والتي تمثل موقعًا استراتيجيًا هاما لقيادة وإدارة البلاد، حيث كانت قريبة من مصادر المياه العذبة، وإشرافها على الطرق الرئيسية والهامة، بالإضافة إلى الرقعة الكبيرة والمساحات الشاسعة الخالية والتي كانت تستخدم كميدان لتدريب الجنود على الإعمال العسكرية، خلال فترات السلم، وتدريب الخيول، كما كانت تستخدم لإقامة المحافل الكبيرة والمناسبات. درب الأربعين: ويشير الدكتور عبد الرحيم ريحان، الخبير الاثري، الى أن قلعة الأمير همام بن يوسف تقع في حاجر الجبل الغربي بشمال قرية العركي التابعة لمركز فرشوط محافظة قنا وتبعد القرية 6كم في مواجهة وأدى الحول وهو المدخل الرئيسي لطريق درب الأربعين. ويتابع أن لهذا كان لموقع قرية العركي أهمية كبرى كمدخل لمدينة فرشوط من ناحية درب الأربعين خلال العصور المتلاحقة وهي من توابع مدينة فرشوط ثم فصلت عنها في سنة 1259ه ولقرية العركي تاريخ حافل عبر العصور الإسلامية منذ دخول الإسلام وحتى عصر أسرة محمد على. توسعة مقام سيدي عبدالرحيم القنائي: وتذكر الوثائق أن شيخ العرب همام بن يوسف اهتم بتوسعة وتجديد مقام ومسجد سيدي عبد الرحيم القنائي في قنا وأوقف له وقفًا مقداره 350 فدانًا في قاموا و140 بجزيرتها و50 فدانا بفاو و40 فدانًا في بهجورة و80 بناحية التطويرات وجنينة مساحتها 35 فدانًا بما عليها من نخيل وأشجار بمنطقة المحروسة في قنا على ترعة الشنهورية على أن يصرف ريع هذا الوقف على مقام ومسجد وضريح سيدنا عبد الرحيم القنائي.