قالت هدى عبد الناصر، ابنة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، إن قيام ثورة السودان بقيادة جعفر نميري يعد نصرًا كبيرًا لمصر، وأصبحت عمقًا استراتيجيًا لمصر. وتابعت خلال لقائها مع الإعلامي مصطفى بكري، ببرنامج "حقائق وأسرار"، المذاع على قناة "صدى البلد"، أنه تم نقل الكلية الحربية للسودان حتى لا يضربها اليهود في القاهرة. وأكدت هدى عبد الناصر، أنه بعد قيام الثورة الليبية تم نقل البحرية المصرية إلى هناك، موضحة أن ليبيا كان بها أهم قاعدتين في البحر المتوسط إحداها أمريكية والأخرى بريطانية. وأوضحت هدى عبد الناصر، ابنة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر أن والدها شكر شعب السودان في خطاب له خلال زيارته للخرطوم عام 1970. وسلطت صحيفة لوموند ديبلوماتيك الفرنسية الضوء على مسيرة حياة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، مستشهدة بكتاب ابنته الدكتورة هدى عبدالناصر، والذي يحمل عنوان "ناصر.. الأرشيف السري.. يوميات الحرب"، والذي يوثق مقابلات الزعيم وحياته العسكرية منذ أن كان طالبًا وضابطا، متضمنًا بين صفحاته 30 رسالة بخط جمال عبد الناصر. وقالت الصحيفة في تقريرها إن كثيرًا من الرموز السياسية خلفوا حالة من الكراهية، وكثير من العشق للزعيم الراحل جمال عبدالناصر، موضحة أن ناصر نال إساءة عدد من المسؤولين ووسائل الإعلام الغربية، في وقت كان الملايين من الناس في مصر والعالم العربي يهتفون باسمه بحرارة. ووفقًا لو موند ديبلوماتيك الفرنسية، فإن هذا الاختلاف وهذه الفجوة في الآراء تشير إلى المكانة الفريدة لجمال عبد الناصر في التاريخ، فهو يعتبر رمزا ليس فقط لمحاربة الاحتلال الأجنبي لمصر، ولكن أيضًا لرغبة غير ناجحة جزئيًا في بناء دولة مختلفة عن النظام الدولي المهيمن في خمسينيات وستينيات القرن الماضي. وسلطت الصحيفة الضوء على كتاب هدى عبد الناصر، مشيرة إلى أنه يسمح بتتبع مساره وخياراته وانتصاراته وهزائمه، فهى عملت معه بين عامي 1966 و1970، وتمكنت من استعادة بعض المستندات التي كان يحتفظ بها في منزل العائلة، وتسرد مسار رحلتها. وكشف الكتاب أن عبد الناصر عاش حياة متقشفة وسياسية يتخللها تأميم شركة قناة السويس، وحرب اليمن، وهزيمة 1967 ومحاولاته الأخيرة للتحضير لتحرير الأراضي التي تحتلها إسرائيل. وتابعت الصحيفة الفرنسية أن حب الأبناء بلا شك هو الذي يدفع هدى ناصر لإخفاء بعض الحقائق. وهكذا فإن اتفاق 19 أكتوبر 1954 مع البريطانيين على إجلاء قواتهم من مصر، وهو مطلب قديم للقوميين منذ احتلال بلادهم عام 1882، لم يثر الحماس الذي يثيره، لأن أحد بنودها سمح بإعادة احتلال البلاد في حالة الحرب. لكن الوثائق تسلط الضوء على التزام القائد الراحل عبد الناصر، وقناعته التي صاغتها التجربة، بأن تحرير مصر يجب أن يكون جزءًا من نضال أكبر ضد الإمبريالية، كما يتضح من شجبه عام 1960، العدوان على الكونغو المستقلة أو في عام 1961، إنزال خليج الخنازير (كوبا). ومن بين النصوص الأصلية التي تضمنها الكتاب تحديه مع الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف، خاصة فيما يتعلق بمعنى الوحدة العربية ومكانة الشيوعيين في هذه البلدان. وينتهي الكتاب ب " يوميات الحرب " الذى يبرز أحداث جرت خلال الصراع العربي الإسرائيلي الأول 1948-1949، حيث تميز بشجاعته. وهو ما أبرز إهمال القيادة المصرية العليا والملك فاروق الأمر الذي عزز عزمه على إنهاء نظام فاسد بمساهمته في قيادة ثورة 23 يوليو التي أطاحت بالملكية وكان عمره حينها 34 سنة. من جهة أخرى، سلطت المجلة الضوء على كتاب آخر للباحثة سارة سالم بعنوان " ANTICOLONIAL AFTERLIVES IN EGYPT" او " الأرواح المضادة للاستعمار في مصر، وأظهر الكتاب كيف كان ناصر قادرًا على إنشاء " كتلة مهيمنة " من خلال الجمع والحشد للضباط والفلاحين والعمال، والطبقات البرجوازية الصغيرة الحضرية والبرجوازية المستقلة عن رأس المال الأجنبي. وأوضحت أن عبد الناصر كان قادرًا على القيام بذلك وحشد المزيد من خلال توجهه القومي والسيطرة على الاقتصاد، وتقديم إنجازات غير مسبوقة للسكان: الإصلاح الزراعي، والتعليم المجاني والصحة، والوصول الهائل إلى الجامعة، وغيرها.