"بدون جمهور" كلمة اعتدنا على سماعها في الآونة الأخيرة، حيث فرضت جائحة كورونا عددا من المحاذير ليس بمصر فقط وإنما في أنحاء العالم، وكان لتلك الاحترازات تداعيات على احتفال المصريين هذا العام بعيد الفطر المبارك. التقطت كاميرا بوابة الفجر الإلكترونية عددا من اللقطات لساحة السيارات في مدينة نصر، وهي الساحة التي كانت تمتلئ بالمحتفلين عن آخرها، فضلًا عن إقامة صلوات العيد بها، ولكن هذا العام كان الحال غير الحال. لقطات الكاميرا لم تظهر سوى عدد من الأطفال يتبادلون اللعب بالكرة، وسط خلاء تام من سكان وأهالي المنطقة، على الرغم من أن النهار لم ينتصف بعد، وكذلك لم تبدأ ساعات الحظر، إلا أن القلق من كورونا أصبح في ذروته على ما يبدو. الشعب المصري منذ بدء الأزمة استجاب بشكل كبير للإجراءات الاحترازية الاستباقية التي اتخذتها الحكومة المصرية، والتي لاقت استحسان عالمي، وبالفعل استطعنا السيطرة على المرض. وتوالت تلك الإجراءات والاحترازات وتصاعدت بشكل متدرج فبدأت بإيقاف كامل لحركة الطيران، وتعطيل الحضور في المدارس والجامعات، ثم غلق لدور العبادة، وتعليق صلوات الجمعة والجماعات، والقداسات في الكنائس، والجنائز، ثم وصلت إلأى تعطيل صلاة العيد كل ذلك تجنبًا لتفشي فيروس كورونا بشكل لا تحتمله المنظومة الطبية. الإجراءات اشتملت على حملة توعية كبرى انطلقت في مختلف وسائل الإعلام تحذر من خطورة المخالطة، وضرورة التباعد، والحرص على ارتداء الكمامات، وهو الأمر الذي انعكس أول أيام العيد وتمثل في شوارع خالية من كل مظاهر الاحتفال المعهودة بعيد الفطر المبارك. وحرصت الفجر على نقل صورة حية واقعية لما يدور في شوارع منطقة من أكثر المناطق التي تشهد ازدحامًا أول أيام العيد، وهي خالية تمامًا، وهو الأمر الذي يعطي انطباع أولي بالتزام الشعب المصري بتوجهيات وزارة الصحة والسكان بضرورة ملازمة المنزل أطول فترة ممكنة. وبالطبع الإجراء الحكومة الذي أعلنته رئاسة مجلس الوزراء من استمرار غلق الكافيهات والمقاهي ودور السينما والمسارح والمولات وكافة الأماكن الترفيهية، وتحديد فترة الحظر كي تبدأ من الخامسة مساءً، وتنتهي في السادسة صباحًا، كان لذلك الأثر الكبير في دفع المواطنين للالتزام بالمنزل، والذي يعتبر حاليًا وسيلة الوقاية الأساسية من فيروس كورونا المستجد.