تتجه إلى إثيوبيا في شهر رمضان المبارك وتتنسم نفحاته عند شعب العفر حيث تتميز إثيوبيا بالعديد من العرقيات المسلمة مثل العفر والأورومو الذي ينتمي له رئيس الوزراء أبي أحمد والشعب الصومالي في أوجادين، تعتبر العفر من أبرز العرقيات المسلمة في البلاد، والعفر هو شعب مزقته الآلة الإستعمارية بين ثلاثة دول هم إرتريا وجيبوتي وإثيوبيا، لتجد أنه رغم إتفاق الخطوط العامة مع الكثير من بقاع الأمة العربية والإسلامية ولكن التفاصيل ممزوجة بنكهة عفرية لا يمكن أن تخطئها عينك في أراضيهم. استعدادات حول المسجد تبدأ أجواء الشهر الفضيل في الأراضي العفرية منذ ما قبل الشهر بعدة أيام وتتمحور حول المساجد، حيث يكون شغل العفريين الشاغل أن تصبح في أبهى حلة، فبحسب شفا العفري، الإعلامي العفري ورئيس تحرير صحيفة السلام العفرية، قبل قدوم رمضان الشبان في القرى يجتمعون ينظفون المساجد قبل رمضان بيوم، والعائلات الموجودة بجوار المسجد ينسجون الحصير الخاص بالمسجد ويفرشون به المسجد قبل رمضان إستعدادًا للشهر الفضيل مائدة رمضان العفرية يصل العفري في حديثه ل"الفجر"، عند لحظة أذان المغرب، حيث تتجمع الأسرة العفرية حول مأدبة الإفطار، حيث توجد وجبات أساسية لا يمكن أن تغيب على المائدة العفرية مثل السمبوسة، المطبق وهو ما يعرف عند المصريين لقمة القاضي وهما أهم ما يفطر به الصائم بعد التمر والماء، بجوار شوربة تصنع نفسها أما من الشعير أو الذرة وأحيانا من القمح والخبز مع اللحم وهي محببة جدا، كما لا يمكن أن تتجاهل الخبز العفري المميز، الذي يعرف به العفر، وهو يصنع من الذرة وهو خبز شعبي يعرفه العفري في كل مكان يطبخ عن طريق التنور. تختلف باقي مأدبة إفطار رمضان حسب المنطقة التي يعيش فيها العفر، العقرب أغلبه شعبي رعوي يعتمد على الجليب، والمنتجات الحيوانية وهناك بعض المناطق الزراعية، بمنطقة اوسا، بينما الأماكن القريبة من الشاطئ خاصة عفر البحر الأحمر فالسمك حاضر في كل الوجبات سواء فطور أو سحور، وهي أسماك البحر الأحمر الغني بالأسماك وهناك أسماك تطهى مع المرق وأخرى للشوي. المسحراتي والسحور تصل لوجبة السحور، وهي تبدأ مع دقات المسحراتي وهي لا توجد في كل الأماكن العفرية، حيث تنحصر لدى العفر ما بين جيبوتي وأرتريا ويحضر طبلته المميزة ويتحدث بكلمات بعضها باللغة العربية مثل "قوموا للسحور" وكلمات أخرى عفرية مميزة، بينما مائدة السحور الوجبة الأساسية هي العصيدة وخبز التنور مع اللبن الحقين، والحقين هو نوعية من اللبن وليس الحليب، ويتم مزجه مع العسل وفي حالة غياب العسل يستخدم السكر، والسمن، مع لبن الحقين. المواليد بينما يرى سينسيبل مابوكا، الناشط العفري، أن شعبه يشترك في معظم العادات والطقوس التي يمارسها أغلب المسلمين في العالم في رمضان، من الصوم والتراويح والزيارات الاسرية، والتكافل الاجتماعي وممارسة القرآن الكريم، وإقامة الحفلات الدينية مثل الاجتماع على الأناشيد الدينية. يستمر سيل الروحانيات في التدفق لدى شعب العفر، خاصة داخل الإقليم العفري في إثيوبيا، بدأنا به من الاقبال على مدارسة القرآن والإقبال بكثافة ليل ونهار والتراويح في التجمعات الحضرية وإحياء بعض الحفلات الدينية، إلى أن تصل إلى الفن المسمى ب"المواليد"التي يختص بها الشعب العفري، وهي عبارة عن هي منظومات دينية على هيئة مدائح نبوية والادعية والثناء على الله..بعضها يؤدى بالعربية وبعضها بالعفرية، وخاصة في منطقة أوسا، احيانا تتخلل وسط التراويح، واحيانا مستقلا، حسبما ذكر ما بوكا في حديثه ل"الفجر". 3 رقصات فلكلورية بينما يختص شعب العفر ببعض الفكلورات الشعبية كانت تمارس عند الشباب من جنسين، وهي عبارة عن ثلاثة رقصات تسمي باللغة العفرية "بالسو" و"سدا" و"لالي" غير المصارعة العفرية معروفة باسم "الكعس" خاص بالذكور يلعبون جماعيا، قد تكون رباعية اوثلاثية احيانا جماعات الى حد العشرات، وهم يمارسونها في كل اوقات الفرح لكن التركيز عليها ربما في رمضان خاصة لدواعي الفرحة والتسلية والاجتماع، مع اقرباء والجيران ربما هذه العادات في اندسار. بعد هجرة الناس مأمن الأرياف إلى المدن، بعامل التصحر. وبين الناشط العفري، أن تلك العادات بدأت تندثر وتختفي في الآونة اخيرة بعد زادت عليهم الضغوطات جراء الازمات السياسية والكوارث الطبيعية ربما تنازلوا عن بعض الممارسات الابتهاجية والاحتفالية لضغوط الحياة القاسية، في ليالي رمضان