قال الإعلامي نشأت الديهي، إنه قرأ كلمات للراحل الكاتب فرج فودة، جعلته لم يستطيع تمالك نفسه من البكاء بسببه، وهو إهداء مؤلم. وأضاف الديهي، مقدم برنامج "بالورقة والقلم"، المذاع عبر فضائية "TeN"، اليوم الثلاثاء، أن فرج فودة كتب في مقدمة كتابه "نكون أو لا نكون"، (إهداء....إلي زملاء أبني الصغير أحمد الذين رفضوا حضور عيد ميلاده تصديقًا لأقوال أبائهم عني....إليهم حين يكبرون ويقرأون ويدركون أنني دافعت عنهم وعن مستقبلهم، وان ما فعلوه كان أقصي عليّ من رصاص جيل أبائهم). وتابع الديهي: "فرج فودة جرح واتفتح مرة أخرى"، مشددًا على أن مناظري فرج فودة في المناظرة التي تسببت في وفاته بمعرض القاهرة للكتاب في 8 يناير 1992، تكفيريين، مشددًا على أن فرج فودة لم يتحدث بحرف واحد يوشي بأنه اعتدى على ثابت من امور الدين، أو أنه يكفر بهذا الدين، ولكن هؤلاء لا يعقلون. وأوضح أن مرشد الإخوان مأمون الهضيبي، رد على حديث فرج فودة عن التنظيم السري، قائلًا: "نحن نفخر ونتقرب إلى الله بالجهاز السري"، معقبًا: "هل كان في الإسلام تنظيم سري". في وقت سابق، أكد الإعلامي أن من هاجموا فرج فودة لم يقرأوا له، موضحًا أنه في 8 يناير 1992، كان هناك مناظرة شهيرة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، يديرها سمير سرحان، رئيس الهيئة العامة للكتاب، وعلي يمينه الشيخ محمد الغزالي، ومرشد الإخوان مأمون الهضيبي، والمفكر المصري محمد عمارة، وعلي يساره فرج فودة ومحمد خلف الله، بحضور 30 ألف مواطن بعنوان "مصر بين الدولة الاسلامية والدولة المدنية". وأضاف أن هذه المناظرة كانت سبب استشهاد المفكر فرج فودة، وعرض جزء من الندوة يتضمن إرهاب فكري صوتي غير مسبوق وإنهاء للمناظرة قبل أن تبدأ من قبل الحاضرين الذين يهتفون "الله أكبر.. ولله الحمد، الله غايتنا، والرسول قدوتنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا". وتابع أن المناظرة لم تكن بين دولة الإيمان ودولة الكفر، وإنما كان الموضوع حول نظام الحكم في مصر مدني وإلا إسلامي، موضحًا أن فرج فودة، قال في كلمته: " الإسلاميون منشغلون بتغيير الحكم أو الوصول إليه دون أن يعدوا أنفسهم لذلك، مشيرًا إلى ما قدمته بعض الجماعات المحسوبة على الاتجاه المؤيد للدولة الدينية، وما صدر عنها من أعمال عنف وسفك للدماء، مستشهدًا بتجارب لدول دينية مجاورة على رأسها إيران قائلًا: "إذا كانت هذه هي البدايات، فبئس الخواتيم"، ثم قال للجميع "الفضل للدولة المدنية أنها سمحت لكم أن تناظرونا هنا، ثم تخرجون ورؤوسكم فوق أعناقكم؛ لكن دولا دينية قطعت أعناق من يعارضونها". وأردف إلى أن فرج فودة قال في المناظرة، " لا أحد يختلف على الإسلام الدين، ولكن المناظرة اليوم حول الدولة الدينية، وبين الإسلام الدين والإسلام الدولة، رؤية واجتهادًا وفقهًا، الإسلام الدين في أعلى عليين، أما الدولة فهي كيان سياسي وكيان اقتصادي واجتماعي يلزمه برنامج تفصيلي يحدد أسلوب الحكم، ونهى كلمته بالدعوة إلى الله أن يهتدي الجميع بهدي الإسلام، وأن يضعوه في مكانه العزيز، بعيدا عن الاختلاف والمطامع"، معقبًا: "الراجل اللي كفروه يدعو الله بهدي الجميع بهدي الإسلام". وأوضح أنه عقب هذه المناظرة صدرت العديد من الفتاوى بأن فرج فودة، كافر، وأستاذ العقيدة بجامعة الأزهر محمود مزروعة، أصدر فتوى بأنه مرتد ويجب قتله، لافتًا إلى أنه تحديدًا في الثامن من يونيو 1992 انتظر شابان من الجماعة الإسلامية على دراجة بخارية أمام جمعية التنوير المصري التي كان يرأسها فودة، بشارع أسماء فهمي بمصر الجديدة حيث مكتب فودة، وفي الساعة السادسة والنصف مساء، وعند خروجه من الجمعية بصحبة ابنه أحمد وصديق، أطلقوا عليه الرصاص، معقبًا: "الكلام ده موجود عند ربنا في كتاب رقيب وعتيد"، وعرض صورة السيارة التي قتل فيها فرج فودة.