هرم أبناء ليبيا حتى عاشوا فاتحا من سبتمبر ليس كالفاتح من السنوات الماضية من دون احتفالات الفاتح التي جعلت الزعيم الليبي يُطلق على جامعة طرابلس والمطار وكل المنشآت الكبيرة والصغيرة اسم الفاتح من سبتمبر الذي مر نهار أمس بعيدا عن البهرجة والخطب الرنانة التي تحكي انتصارات وهمية وخاصة تبذير الأموال والخرجات الغريبة للزعيم الليبي الذي جعل من احتفالية العام الماضي الأكبر.... حيث كانت بشعار ليبيا متفتحة على العالم وقال معمر القذافي إنه جعلها رسالة للعالم حتى يستثمر في بلاده ووعد باحتفالات أضخم في سنوات قادمة اتضح أنها لن تكون أبدا .. في الإحتفالية الأخيرة التي شهدتها طرابلس قدمت فرق عسكرية استعراضات التحمت فيها مع 400 راقص وراقصة من كل دول العالم، وكانت الطائرات الإستعراضية والألعاب النارية قد بينت أن الاتجاه الجديد لليبيا هو السلم مع الخارج وليس في الداخل طبعا، واستمرت الاحتفالات على مدار ستة أيام كاملة كانت عطلة مدفوعة الأجر صرفت فيها ليبيا أزيد عن نصف مليار دولار في بذخ ليس له نظير، وكان من أهم الرؤساء الذين حضروا الإستعراضات هيغو تشافيز ورئيس زيمباوي موغابي وعمر الحسن البشير، إضافة إلى رئيس نيكاراغوا فبلغ العدد عشرة زعماء وآلاف الضيوف الأفارقة بالخصوص، ولكن الولاياتالمتحدةالأمريكية وانجلترا انتقدتا بشدة الإحتفالات لأن ضيف الشرف فيها كان عبد الباسط المقرحي المتورط بتفجير الطائرة التي هلك فيها 270 أمريكي وأروبي، حيث أطلقت اسكتلندا سراحه بعد أن اتضح أنه يعاني من مرض السرطان فاستقبلته ليبيا التي لاقته من قبل استقبال الأبطال. خرجات القذافي وخطاباته في ذكرى الفاتح كانت كلها مثيرة ومضحكة وهو لم يلغها منذ أن تسلم الحكم إلا في مناسبة واحد في الفاتح من سبتمبر من عام 1967 قال إنها غير مجدية حزنا على الانتكاسة، أما في القرن الحالي فصارت الاحتفالات لها طابع فني وشاركت ابنته عائشة في تحضير الكثير من المهرجانات واستقبلت مشاهير الفن ومنهم فلة وميريام فارس وعاصي الحلاني وكارول سماحة .. أما العقيد القذافي فكان في كل خطاب في الفاتح من سبتمبر يعِد شعبه بمفاجآت ولا يفِي بوعوده، أما في الذكرى الأخيرة فقال إن ليبيا صارت قوية ولا تختلف في رفاهيتها عن أي دولة أوربية، وكان قبلها يقول أن ليبيا هي البلد الوحيد الذي لا يوجد فيه حاكم ولا محكوم بل الكل حاكم ومحكوم .. ووعد الشعب بأن يختار مستقبلا من يخطب في مكانه لأنه كما قال صار مدركا أن الشعب هو، وهو الشعب .. سؤال محيّر وهو أن الرجل الذي عاش أكثر من أربعين سنة يحتفل بالفاتح من سبتمبر الذي هو يوم استيلائه على العرش مثل الأباطرة كيف أمضى فاتح أمس؟؟