يصادف اليوم ذكرى رحيل الفنان فؤاد المهندس الذى عرف بالأستاذ، وفى السطور التالية نرصد أسرار من حياته الشخصية وكيف التقى بشويكار لأول مرة. لمحات من حياته الشخصية
ولد الفنان فؤاد المهندس في 6 سبتمبر عام 1925 فى حى العباسية بالقاهرة، ووالده عالم اللغة العربية زكي محمد المهندس، وترتيبه الثالث في العائلة بعد أختين هما درية، وشقيقته الإذاعية صفية، وشقيقه الرابع سامى المهندس.
عندما التحق بكلية التجارة انضم لفريق التمثيل فى الجامعة، شاهده الفنان نجيب الريحاني من خلال مسرحية " الدنيا على كف عفريت"،وأعجب بأدائه، والحقه بفرقته المسرحية ولكنه لم يساعده كثيراً، وبعد وفاة الريحانى قام بالالتحاق لفرقة "ساعة لقلبك"في بداية الخمسينات، ومن هنا جاءت بدايته مع التمثيل، برع فؤاد المهندس في المسرح والسينما والتليفزيون وفى الإذاعة، قدم برنامج إذاعي يومي "كلمتين وبس" عبر إذاعة البرنامج وسلط من خلاله الضوء على سلبيات المجتمع المصري.
تميز فؤاد في التليفزيون بتقديم أعمال كثيرة للأطفال أشهرها فوازير" عمو فؤاد" التى كانت تذاع فى شهر رمضان، ولاقت نجاحاً كبيرا، وقام بغناء العديد من الأغانى الخاصة بالأطفال، دخل تجربة الإنتاج السينمائي بإنتاجه فيلم "فيفا زلاطا".
أسرار من حياة الراحل فؤاد المهندس
قال الفنان الراحل فؤاد المهندس، خلال أحد حواراته مع الإعلامى مفيد فوزي إنه شخص يحب "الدلع" ودائما يحريص على أن "يدلل" نفسه بنفسه، فأنه لم يجد في حياته من يدلله، فقد وجه "مفيد" سؤالا له :" ألم يجد فؤاد المهندس بقيمته الكبيرة وقامته، من "يدلعه"؟!، فانهار بالدموع ، أجاب على السؤال قائلا: "مفيش حد بيدلعني.. مفيش حد ينتظرني على الغدا"،وصرح أن ما يخيفه هو رؤيته لعسكري المرور، فكان يشعر بالرعب بمجرد رؤويته في الشارع، كما أنه يرتجف رعبا من شخصية "الأراجوز"، سواء في صغره، أو حينما كبر وكان يذهب مع أولاده ليشاهدونه، وأشار إلى أنه لم يعرف السبب في خوفه الشديد من الأراجوز.
وقال ابن فؤاد المهندس فى أحد حواراته الصحفية "أن والده أصر أن يعطى الزعيم عادل إمام فى بداية حياته دورا فى مسرحية" أنا وهو وهى"، رغم اعتراض القائمين على المسرحية، إلا أن عادل إمام نجح من خلال أدائه لهذا الدور، وكتب من خلاله شهادة ميلاده الفنى، الآن عندما يقابلنى عادل إمام يقول" أبوالواد ده اللى خلانى أبقى ممثل واكتشفنى، أبوه الأستاذ بتاعى"، وأوضح ابن الأستاذ، "اكتشف أبى أيضا الفنان الضيف أحمد، وكان يعتبر شريهان ابنته ويخاف عليها وينصحها دائما، كما اكتشف يحيى الفخرانى فى أواخر السبعينيات من خلال مسرحية" ياما كان فى نفسى ".
كما تحدث الابن عن الفترة الأخيرة من حياة والده وأسباب وفاته قائلا :" كان والدى فى أواخر أيامه لا يستطيع الحركة، وكان يقيم فى غرفته التى وضع فيها كل مقتنياته وجوائزه وصوره، ويضع بها سريرا للخديو إسماعيل اشتراه من أحد المزادات،وكان يقول لنا دائما تركت لكم كل ميراثى فى هذه الغرفة، قاصدا جوائزه وصوره وحصاد مشواره الفنى، ولكن حدث ماس كهربائى فى تكييف الغرفة وبدأت النار تلتهم محتويات الغرفة، وقتها أبى كان جالسا على السرير وأصابته حالة من الذهول وظل ينظر إلى تاريخه وذكرياته وهو يحترق أمامه دون حركة أو صوت، ولم أكن موجودا بالشقة، ولكن كانت زوجتى وأقاربها موجودين وأسرعوا إليه وحملوه بعيدا عن النار التى التهمت كل شىء ولم يبق شىء من تراثه وذكرياته، وهو ما أثر عليه بشدة".
كما أوضح أيضا أنه أصيب بحالة من الحزن والزهد فى الحياة، بعد هذا الحادث الذى فقد فيه ميراثه الكبير، وأكد أن هذا الحزن تضاعف بعد وفاة صديق عمره الفنان عبدالمنعم مدبولى والفنانة سناء يونس التى كان يعتبرها ابنته.
وشارك في غسل الكعبة المشرفة عام 1972.
قصة حب فؤاد وشويكار
يعد فؤاد المهندس وشويكار من الثنائيات الفنية الناجحة في تاريخ السينما المصرية، فقدما العديد من الأعمال المتميزة، ولم يكن الارتباط بينهما فنيا فقط، فقد جمع بينهما علاقة حب استمرت حوالى 20 عامًا ولم ينقطع بينهما الود حتى بعد الفراق والطلاق، ليضربا مثلًا في استمرار الحب بعد الانفصال.
قصة الأستاذ والبسكوتة منذ اللقاء الأولى وحتى الانفصال والرحيل
منذ بداية عملها في عالم الفن رشحها الفنان عبد المنعم مدبولى كوجه جديد لتشارك في مسرحية "السكرتير الفنى"، وفي البداية رفضها الفنان فؤاد المهندس لاعتقاده أنها لا تصلح للعمل في الأعمال الكوميدية، وكان اعتراضه عليها يكمن في مظهرها وأسلوبها، وبعد ذلك اضطر للموافقة عليها ، وتفاجئ بعد ذلك بأدائها، وشاركته للمرة الثانية في مسرحية "أنا وهو وهى"، وفى هذا العمل بدأ الحب بينهما، وأثناء عرض المسرحية فاجأ فؤاد المهندس شويكار بطلب الزواج منها على خشبة المسرح، حيث قال لها "تتجوزيني يا بسكوتة؟"، وبعدها تزوجا عام 1964.
زواج أسري وفنى
بعد الزواج استمروا في تقديم الأعمال الفنية معا، وقدما عددا كبيرا من الأفلام الناجحة مثل "أخطر رجل في العالم"، "إجازة غرام"، "مطاردة غرامية"، وغيرها من الأفلام والمسرحيات الناجحة، ولم تنجب شويكار من فؤاد المهندس، إلا أنها كانت أما لأبنيه من زوجته الأولى "محمد وأحمد"، وكانت تربيهما مع ابنتها "منة" من زوجها الأول.
وصرحت شويكار خلال لقائها فى أحد البرامج التليفزيونية أنه رجل ممتاز كزوج، و"يعرف ربنا"، ولكنه كان شخصا عصبيا، يكره الاختلاط والسهر، الموسيقى العالية، ويغار على شويكار من معجبيها، وبالرغم من ذلك إلا أن محاسنه في نظرها تطغى على عيوبه،ووصفها فؤاد المهندس في أحد حوارات الصحفية بأنها مثل" السجادة العجمى" تزداد قيمتها كلما قدمت، ولقد استمر زواجهما لمدة 20 عامًا، حقق الثنائي خلالها علاقة فنية ناجحة ومتميزة.
الانفصال
كان هناك "كيميا" فنية بينهم، لدرجة أنه يصعب على أحد تصور أنهما قد يفترقا يومًا، لذا كان طلاقهما صدمة كبيرة، وقع بينهما الطلاق أثناء تقديم فؤاد المهندس مسرحية "سك على بناتك"، حيث قرر المهندس الانفصال عن شويكار، ووفقًا لتصريحات صحفية لابنه محمد المهندس، فإن والده أخبره أن هذا الأمر هو الأفضل له ولشويكار، خاصة أن العلاقة الزوجية وصلت إلى مرحلة يصعب معها الاستمرار، وأنه يرى الانفصال أفضل الحلول تجنبًا لمشاكل أكبر يمكن أن تحدث بعد ذلك.
وبالرغم من الانفصال، إلا أن فؤاد و شويكار حرصا على استمرت علاقة الصداقة بينهما بعد الطلا لمدة 20 عاما حتى وفاة المهندس، وكانت معه حتى آخر يوم في حياته، وخلال هذه الفترة وحتى اليوم لم يُعلن أحدهما عن سر الطلاق، وتعاونا في عدد من الأعمال الفنية بعد الطلاق، ولكن لم يفكرا يومًا فى عودة علاقتهما الزوجية مرة أخرى بالرغم من المحاولات الكثيرة للأبناء لإعادة هذه العلاقة مرة أخرى، أما شويكار فقد تزوجت من بعده بالسيناريست مدحت يوسف.