تحول محيط مستشفى صدفا المركزي بأسيوط إلى حلقة من الصراخ والنواح، من النساء والرجال والأطفال في انتظار خروج جثامين الضحايا الأربعة الذين لقوا مصرعهم اختناقا عقب نزولهم في بالوعة صرف صحي بمدينة صدفا لمحاولة إخراج "خرطوم" سيارة الصرف الذي سقط منهم أثناء تفريغ حمولة السيارة في البالوعة. واصطفت النساء اللواتي اتشحن بالسواد على جنبات الطريق والرصيف وأمام المستشفى يعنين ويرثين بأشد كلمات النواح والعديد شباب زويهم الذي انتهى في لمح البصر، "يا عود طري واتلوى .. ميل ومال على الأرض، امبارح كان وسطنا .. والليلة تحت الأرض "،" يا دود كل منه وخللي لي .. خلي دراع السبع يحميني، يا دود كل منه وفضل لي .. خلي دراع السبع يضمني " و "زقزق يا عصفور، وازعق يا غراب ولدي مقتول، ومرمي في الخراب ". وزاد الأمر حدة قرار النيابة بإعادة جثث الضحايا الأربعة إلى مشرحة مستشفى صدفا المركزي مرة أخرى لحين استخراج تصاريح الدفن لهم، حيث أخذ أهالي المتوفين جثث زويهم وجهزوها للدفن دون تصريح من النيابة. كان اللواء أسعد الذكير، مدير أمن أسيوط، قد تلقى إخطارا من الرائد محمد قرشي، رئيس مباحث مركز شرطة صدفا، يفيد مصرع 4 أشخاص مصرعهم بينهم سائق وعاملين بمجلس محلي صدفا وشاب 15 عاما، اثر نزولهم تباعا في إحدى بالوعات الصرف الصحي بجوار مكتب بريد صدفا، لإخراج خرطوم سيارة الكسح الذي سقط منهم في البالوعة أثناء تفريغ حمولة السيارة. وبالفحص والمعاينة تبين مصرع كل من عصام زهران إسماعيل، 35 عاما - سائق بالوحدة المحلية لمركز صدفا، وأيمن سعدي محمد حسين، 42 عاما - وزين عبدالستار علي، 20 عاما - عاملان بمجلس محلي صدفا، ومجاهد نشأت مجاهد، 15 عاما، من أهالي المدينة. وانتقلت قوات الشرطة برئاسة الرائد محمد قرشي، رئيس مباحث صدفا، وبرفقتهم سيارة الانقاذ المركزي والحماية المدنية والاسعاف وتمكنوا من استخراج جثث الضحايا ونقلهم إلى مستشفى صدفا المركزي لاجراء الاسعافات اللازمة ولكنهم توفوا تباعا. وأفادت التحريات أن خرطوم سيارة الصرف الصحي سقط في بئر الصرف أثناء تفريغ حمولة السيارة به، فنزل أحد العمال داخل البئر لمحاولة إخراجه ففشل ولم يتمكن من الخروج، وتوالوا في النزول إلى داخل البئر، و لم يستطيعوا الخروج، ولقوا جميعا حتفهم اختناقا. وتحرر المحضر اللازم بالواقعة، واخطرت النيابة لمباشرة التحقيقات لمعرفة ملابسات الحادث واستكمال الإجراءات القانونية. وأصدر محافظ أسيوط قرار السابق بتشكيل لجنة عاجلة لمعرفة ملابسات الحادث والتحقيق فى الواقعة ومتابعة تقرير النيابة العامة وتكليف مديرية التضامن الاجتماعى بصرف مساعدات عاجلة لاسر المتوفيين.